توعد جيش تايلاند اليوم الأحد بمعاقبة المحتجين المناهضين للحكومة إذا خرجوا في مسيرة بالمنطقة التجارية بوسط بانكوك مما يزيد المخاوف من وقوع أعمال عنف بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط 24 قتيلا قبل أسبوع. قال أنصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذين يطلق عليهم "أصحاب القمصان الحمراء" إنهم قد ينقلون احتجاجاتهم إلى المنطقة التجارية على مبعدة مسافة قصيرة من قاعدة الاحتجاجات الرئيسية في وسط البلدة يوم الثلاثاء في تحد لحالة الطوارئ التي تفرضها البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش سانسرن كايوكامنرد "لن نسمح لهم بمزيد من التمادي". وأحجم سانسرن عن استخدام كلمة "حملة صارمة" لكنه قال إنه سيتم التعامل مع المحتجين الذين يحتلون منطقة فخمة للتسوق والفنادق لليوم السادس عشر. وقال سانسرن لتلفزيون (تي.إن.إن): "لنقل إنه ليس أمامنا من خيار سوى تطبيق القانون. من يرتكبون خطأ سيلقون عقابهم. استعادة المنطقة إلى جانب إجراءات أخرى تندرج تحت بند تطبيق القانون. يجب القيام بكل هذا". وأضاف سانسرن أنه قد يتم إرسال الدفع بأفراد من الجيش وقوات الأمن لتأمين ناطحات السحاب حول المنطقة لمنع من وصفتهم الحكومة بالإرهابيين من شن هجمات. وقال أصحاب القمصان الحمراء إنهم سيردون. وقال سانسرن: "ليكن ما يكون وإذا اضطررنا للاشتباك فسنفعل... يجب تطبيق القانون بحسم. لا يمكن أن نقول (لا نريد خسائر بشرية) فحسب وإلا لن يتسنى أن تمضي البلاد قدما"، "لن تحدث خسائر بشرية إلا بعد أن تكون قوات الأمن قد بذلت أقصى ما في وسعها لتجنبها بينما يحاول هؤلاء الناس سلبنا أسلحتنا وأرواحنا". وما يفاقم المخاوف من حدوث المزيد من الاضطرابات أمهل زعماء حركة "القمصان الصفراء" المناهضة لتاكسين الحكومة أسبوعا لإنهاء الأزمة يعقدون بعده اجتماعا حاشدا. ويمثل أصحاب القمصان الصفراء أنصار الملكية ونخبة الأعمال والارستقراطيين والطبقة المتوسطة الحضرية. وكان التحالف الشعبي من اجل الديمقراطية الذي يرتدي أعضاؤه قمصانا صفراء قد قاد حصارا استمر ثمانية أيام لمطارات بانكوك في ديسمبر كانون الأول 2008 فتقطعت السبل بأكثر من 230 ألف سائح وتعطلت التدفقات التجارية مما أدى إلى خفض التصنيف الائتماني لثاني أكبر اقتصاد في جنوب شرق أسيا. وقال تشاملونج سريموانج زعيم التحالف في مؤتمر صحفي "نمهل الحكومة سبعة ايام لتعيد السلام للبلاد وإلا فإن كل عضو بالتحالف الشعبي من أجل الديمقراطية سيؤدي واجبه بموجب الدستور" لحماية العرش. "جهزوا أنفسكم لأكبر اجتماع حاشد حين سنأكل وننام في الشارع مجددا." وكانت مواجهة عنيفة بين القوات والمتظاهرين الذين يطالبون رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا بحل البرلمان والتنحي قد أدت إلى اشتباكات دموية في 10 ابريل نيسان في أول موجة من أعمال عنف خلال ستة أسابيع من الاحتجاجات. وكان الحصار الذي قاده أصحاب القمصان الصفراء قد انتهى حين تم حل الحزب الحاكم الذي كان مواليا لتاكسين بزعم تزوير الانتخابات ممهدا الطريق لصعود ابهيسيت للحكم بعد انتخابات برلمانية قال أصحاب القمصان الحمراء إن الجيش أثر عليها تأثيرا كبيرا في "انقلاب صامت". وينفي ابهيسيت المزاعم بأن حكومته غير شرعية وقد رفض الاستقالة. ولم يستطع إلقاء خطابه التلفزيوني المعتاد اليوم للأسبوع الثاني وهو مختف عن الأنظار على نحو غير معتاد منذ اشتباكات الأسبوع الماضي.