واجهت الحكومة المؤقتة في قرغيزستان عداءا جديدا في جنوب البلاد المضطرب اليوم الأحد، بعد أن حاصر أنصار الرئيس المخلوع مقر إدارة إقليمية. وتقول الحكومة المؤقتة التي لم تلق بعد اعتراف المجتمع الدولي إن قواتها تسيطر على البلاد لكن الوضع بدا غير محسوم في الجنوب، معقل باكييف ومسقط رأسه. ويمثل عدم وضوح الرؤية الحالي في قرغيزستان مبعث قلق بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا حيث تدير كل منهما قاعدة جوية في البلاد. وقال شهود إن أنصار باكييف اقتحموا مقرا للإدارة الإقليمية في مدينة جلال أباد في جنوب البلاد في وقت متأخر أمس السبت، وسيطروا لفترة قصيرة على محطة تلفزيونية محلية. وقال إن رجالا أعلنوا أنهم موالون لباكييف يسيطرون على المبنى الحكومي. ويتسم الوضع بالهدوء بصفة عامة ولم يظهر أي أفراد من الشرطة أو قوات الأمن في المكان. وتقول الحكومة إنها لن تستخدم العنف للتدخل قائلة إن الاستقرار سيعود بعد فترة من الوقت. وقال عادل بايسالوف قائد الأركان بالحكومة المؤقتة: "وصلت موجة الفوضى والقتال الإجرامي إلى جلال أباد، وشأنها شأن مناطق أخرى فسيعود الهدوء إلى هذه المنطقة." ووقوع المزيد من الاضطرابات في جنوب البلاد يبعث على القلق بوجه خاص لأن المنطقة تقع في قلب الركن الأكثر اضطرابا في آسيا الوسطى حيث لقي المئات حتفهم في التسعينات خلال اشتباكات عرقية بين الأوزبك والقرغيز. ووصل ألمظ اتامباييف وهو نائب لرئيس الوزراء بالحكومة المؤقتة في مدينة أوش الواقعة في طريق الحرير في الجنوب لإظهار الدعم. وصرح: "الهدف من زيارتي هو إظهار أنه ليس الشمال فحسب يدعم الحكومة الجديدة بل الجنوب أيضا". وظل بضع عشرات من المحتجين خارج المبنى وحمل بعضهم لافتات تأييد لوزير الدفاع في حكومة باكييف والذي ألقت الحكومة المؤقتة القبض عليه الأسبوع الماضي. وقال سلطان مقصود دوباناييف وهو من سكان جلال أباد وعمره 55 عاما: "اخترنا باكييف، إنه رئيسنا ولا أعتقد أنه استقال، أريد عودته". وأدت هذه الأحداث إلى التشكيك في مصير قاعدة جوية أمريكية. ويطالب متشددون في الإدارة الجديدة بإغلاق القاعدة الأمريكية متهمين الولاياتالمتحدة بتجاهل الفساد والتجاوزات التي كانت تقع خلال عهد باكييف للاحتفاظ بالقاعدة. وبالنسبة للوقت الراهن تقول زعيمة الحكومة المؤقتة روزا أوتونباييفا إن الحكومة ستلتزم بالاتفاق مع الولاياتالمتحدة بخصوص القاعدة وستسمح بتمديد فترة الاستئجار تلقائيا لسنة أخرى هذا العام. أما فيما يتعلق بمكان باكييف فقد تضاربت الأنباء، إذ قال مسئولون في كازاخستان إنه في مدينة تراز الكازاخستانية، لكن بعض وسائل الإعلام قالت إنه انتقل من هناك إلى منطقة أخرى. وتقول الحكومة الجديدة إنها سمحت لباكييف بالفرار لتجنب الحرب الأهلية، وأضافت أن باكييف أرسل خطاب استقالة رسميا عقب فراره. وقال عضو مقرب من أفراد عائلته في قرية تييت مسقط رأسه إن الخطاب الذي اطلع عليه الصحفيون يوم الجمعة مزور، وإن باكييف لم يكن يعتزم الاستقالة على الإطلاق. وتقول الحكومة المؤقتة إن باكييف قام بتحويل 200 مليون دولار خارج البلاد عبر بنوك محلية لدى فراره من العاصمة، وإنه لابد من تقديمه للعدالة. ويتهم البعض باكييف وأخيه بإصدار أوامر للقوات بفتح النيران على المحتجين، بعد أن تحولت مظاهرات مناهضة له إلى ليلة من تبادل النيران في السابع من ابريل نيسان في أحداث لقي خلالها 84 شخصا على الأقل حتفهم.