خيمت أجواء التوتر مجددا على قرغيزستان فى العاصمة بشكيك والجنوب معقل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف، حيث أبدى أنصاره المزيد من المقاومة فى مواجهة الحكومة الجديدة للبلاد وتجمع المئات منهم فى الجنوب، احتجاجاً على الحكومة التى نصبت نفسها بعد الإطاحة بباكييف وفر على إثرها إلى جنوب البلاد الأسبوع الماضى ومنها إلى جهة غير معروفة بعد أن ترددت أنباء عن وصوله إلى بيلاروسيا فى الوقت الحالى، وطالب أنصاره بعودته إلى البلاد باعتباره الرئيس الشرعى. وقال عسكر عبدالرحمنوف، المتحدث باسم وزارة الخارجية فى كازاخستان، إن رئيس قرغزستان المخلوع غادر البلاد. وتابع فى أستانة عاصمة كازاخستان: «وفقا لمعلوماتنا فإن السيد باكييف غادر أراضى كازاخستان». وأضاف أنه لا يعلم إلى أين توجه. وفى بشكيك، ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن أعمال عنف نشبت بين مئات من الأشخاص المسلحين بالعصى والحجارة ومالكى أراض فى ضواحى العاصمة، وتوجهت قوى الأمن إلى تلك الضواحى لتفريق مجموعة استولت لتوها على أراض. وواجه نحو 1000 شخص مسلحين بالعصى الشرطة فى إحدى ضواحى بشكيك، وأقامت الشرطة متاريس حول منطقة تجمع بها المئات من الناس الغاضبين وهم يلوحون بعصى خشبية ويهتفون. ولم يتضح ماذا وراء الاحتجاج، إلا أن الشرطة تشير إلى أنه مرتبط بخلافات حول أراض فى ضواحى بشكيك، وذكرت الشرطة أن المحتجين أشعلوا النيران فى ثلاث من مركباتها. وفى جلال أباد، مسقط رأس باكييف، ردد الحشد هتافات قائلين «باكييف رئيسنا الشرعى»، وحملوا لافتات كتب عليها «المعارضة أراقت الدماء للسيطرة على السلطة». فى حين وزع آخرون منشورات تدعو لعودة الرئيس المخلوع، وسط أنباء أن أنصار باكييف يدخلون ويخرجون من المبنى الحكومى بحرية ولكن المناخ العام هادئ. وفى المقابل، تؤكد الحكومة المؤقتة أن قواتها تسيطر الآن على البلاد بالكامل لكن تصاعدا فى التوترات فى الجنوب معقل باكييف ومسقط رأسه يهدد سلطتها بعد أن استولى أنصار الرئيس المخلوع على مكتب للإدارة الإقليمية فى مدينة جلال أباد بالجنوب خلال مطلع الأسبوع، وجمعوا نحو 1500 من الموالين فى ساحة بالمدينة صباح أمس. وقالت الحكومة المؤقتة التى لم تلق بعد اعترافا رسميا من المجتمع الدولى إنها سمحت لباكييف بالفرار لتجنب اندلاع حرب أهلية وإنها لن تستخدم القوة للتدخل فى الجنوب، وأضافت الحكومة التى تترأسها وزيرة الخارجية السابقة روزا أوتونباييفا إنها ستركز على إصلاح الدستور على مدى الأشهر ال6 المقبلة، وستستعد لما تصفها بالانتخابات الرئاسية النزيهة.