تولى الزعيم اليميني بنيامين نيتانياهو يوم الأربعاء مهامه رسميا على رأس الحكومة الإسرائيلية خلال مراسم جرت في مقر رئاسة الدولة في القدسالمحتلة. وقال نيتانياهو في كلمة مقتضبة : "سنبدأ العمل في أسرع وقت ممكن ، لأنه لدينا مهمة علينا إنجازها". وجرت هذه المراسم - الأولى من نوعها في تاريخ إسرائيل - بحضور الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والرئيس الجديد للبرلمان ريوفين ريفلين ورئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت وأعضاء الحكومتين الجديدة والسابقة ، كما حضر المراسم رئيس الأركان جابي أشكينازي وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني. من جهته ، قال أولمرت الذي بدا عليه التأثر : "أريد أن أقول اليوم بصفتي رئيس حكومة انتهت ولايته إنني أشعر بالارتياح والفخر" ، لكنه أضاف : "لم أنجح في التوصل إلى سلام حقيقي مع جيراننا الفلسطينيين والسوريين" ، داعيا الحكومة إلى "مواصلة السعي إلى السلام لأنه ليس هناك طريق آخر لإسرائيل سوى الطريق الذي يؤدي إلى السلام". وفي نهاية المراسم التقطت الصورة الرسمية التقليدية للحكومة الجديدة. وستجري مراسم مماثلة في الوزارات الرئيسية وخصوصا وزارة الخارجية التي سيتسلمها القومي المتشدد أفيجدور ليبرمان خلفا لليفني زعيمة حزب كاديما. وكانت حكومة نيتانياهو التي يطغى عليها اليمين المتطرف قد حصلت على ثقة الكنيست بأغلبية 69 صوتا من أصل 120 نائبا ، ولم يتم تسجيل أي امتناع عن التصويت ، لكن خمسة من أعضاء الكنيست من حزب العمال وهو حليف في ائتلاف نيتنياهو رفضوا المشاركة في التصويت على الرغم من حضورهم الجلسة ، وتغيب عضو الكنيست من عرب إسرائيل أحمد الطيبي عن الجلسة وفي أول رد فعل له ، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد "لا يؤمن بالسلام" ، ودعا الأسرة الدولية إلى "الضغط عليه" لقبول دولة فلسطينية. وقال عباس يوم الأربعاء إن "نيتانياهو لم يؤمن بحل الدولتين والاتفاقيات الموقعة ولا يريد أن يوقف الاستيطان ، وهذا شيء واضح". وأضاف : "علينا أن نقول للعالم إن هذا الرجل لا يؤمن بالسلام ، فكيف يمكن أن نتعامل معه ، لنضع الكرة في ملعب العالم ليضغط ويمارس مسئولياته". كما أعرب المسئولون الفلسطينيون عن خيبة أملها لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد وإخفاقه في دعم حل دولتين للصراع في الشرق الأوسط. وقال صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية في بيان إن الفلسطينيين أملوا في سماع التزام من نيتانياهو بحل الدولتين وحيال المفاوضات حول كافة القضايا الجوهرية بدون استثناء ومنها القدس ووقف كافة الأنشطة الاستيطانية ورفع الحصار عن غزة ، وأضاف أن نيتانياهو لم يقدم سوى وعود بتقديم المزيد فيما يتعلق بعملية السلام دون هدف محدد بوضوح. وأوضح عريقات أن نيتانياهو ضيع فرصة الإعداد لمفاوضات ذات مغزى من شأنها إنهاء الصراع وإظهار أنه شريك حقيقي للسلام. وكان نيتانياهو قال أمام جلسة خاصة للكنيست إن حكومته ستعمل تجاه سلام شامل مع العرب والعالم الإسلامي ، لكنه لم يتحدث عن حل الدولتين الذي يدافع عنه المجتمع الدولي.