ذكرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن سياسات الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط أصبحت قائمة على التفاوض والمساومة مع الأنظمة الاستبدادية، فإذا كانت تلك الأنظمة تدعم أهداف الولاياتالمتحدة في المنطقة، فإن الإدارة الأمريكية ستغمض عينيها عن قمع تلك الأنظمة للمعارضة في بلادها، واصفة السياسة الأمريكية ب"سياسة البيزنس" القائمة على المصالح. وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب شادي حميد، نائب رئيس مركز بروكنجز الدوحة، أن الحماس الذى استشعره العرب بعد خطاب أوباما في القاهرة تراجع بشكل كبير خلال الشهور التسعة الأخيرة نتيجة لتراجع الضغوط التى تمارسها إدارة أوباما على الأنظمة العربية. وأوضح الكاتب أن الشعور بإمكانية تحقيق الديمقراطية بات من الصعب ملاحظته الآن في العالم العربي، مشيرا إلى أن سياسات أوباما في الشرق الأوسط دفعت الكثير من الإصلاحيين العرب إلى "الحنين إلى بوش"، وقال "إنه رغم أن هؤلاء الإصلاحيين كانوا يكرهون سياسات بوش بشكل عام إلا أنهم يدركون أن أجندة بوش للحريات كانت تلعب دورا مهما للإصلاح في العالم العربي". وقال كاتب المقال "إنه تحدث إلى عصام العريان، العضو البارز بجماعة الإخوان المسلمين، واستشعر مدى حزنه على ضياع مساحة الديمقراطية التى وجدت في مصر خلال فترة إدارة بوش"، وقال العريان: "يستطيع الرئيس مبارك الآن أن يفعل ما يشاء داخليا .. الأمور تبدو وكأننا عدنا للوراء". وتذكر حميد اجتماعه مع عدد من الإصلاحيين العرب في ورشة عمل بالأردن خلال عام 2005 عندما قال له أحدهم: "أمامنا الآن فرصة لا مثيل لها لدفع الديمقراطية في المنطقة وإذا فوتناها لن تعود مرة ثانية". ويرى كاتب المقال أن الفرصة ضاعت بالفعل عندما أقدمت إدارة بوش على "دفن" أجندة الحريات بمجرد أن نجح الإسلاميون في الوصول عبر الانتخابات إلى السلطة في بعض الدول العربية، وأضاف أن تضييع أمريكا فرصة التحول الديمقراطي في المنطقة عام 2005 في ظل إدارة بوش أمر يختلف تماما عن انعدام تلك الفرصة من الأساس مع إدارة أوباما. وقال كاتب المقال "إن عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني، شرح له هذا الوضع قائلا: "الجميع يعرف أننا استفدنا من تلك الفترة – فترة بوش - والجميع استفاد والشعب المصري استفاد أيضا". وختم شادي مقاله بقوله "إن تحقيق سياسات مقبولة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لا يحتاج فقط إلى مشاعر التعاطف التى تبديها إدارة أوباما لكن إلى استراتيجية متماسكة ورؤية واضحة، وأن أوباما في حاجة إلى دعم صناعة سياسات خلاق قادرة على تحمل المخاطر المطلوبة لتحقيق الديمقراطية".