تناولت صحيفة الفايناشيال تايمز الشأن العراقي وقالت إن إياد علاوي رئيس وزراء العراق الأسبق رغم تنديده بالتدخل الخارجي في الشئون العراقية مرارا، إلا إنه سيرسل وفدا إلى عواصم الدول المجاورة للعراق، وعلى رأسها طهران التي تمتلك أكبر نفوذ في العراق، حسب الصحيفة. من جانبها، لم توجه طهران الدعوة لعلاوي لزيارتها، ما جعل علاوي يلجأ إلى التصريح للصحيفة بأنه ما زال يأمل في أن توجه طهران الدعوة إلى وفد يمثل قائمته. وتنقل الصحيفة نفي علاوي لما لمح إليه المراقبون من أنه يحاول الحصول على دعم القوى الإقليمية ومن بينها إيران وخصمها المملكة العربية السعودية، في مسعاه للوصول إلى السلطة، حيث أوضح لها أنه على علاقة جيدة بجميع الدول المجاورة للعراق، باستثناء إيران. وفي مقارنة لا تخلو من المفارقة، قالت الصحيفة إن الأوضاع في العراق تشبه كثيرا الوضع في لبنان، من حيث إنهما ساحتان يدور فيهما صراع بين القوى الإقليمية والدولية، وخاصة بين السعودية وإيران، اللتين تمارسان نفوذهما عبر قوى سياسية محلية تدور في فلكهما. لكن ما يميز الوضع العراقي أن النفوذ الإيراني في العراق أقوى من نفوذ اللاعبين الآخرين بكثير؛ والسبب بروز الأحزاب الشيعية العراقية التي تمارس إيران عبرها دورها في العراق. وحول النوايا الإيرانية تجاه العراق، تقول الصحيفة إن إيران ترغب في الإبقاء على العراق ضعيفا، بحيث لا يشكل أي مصدر للتهديد لها كما كان خلال عهد الرئيس السابق صدام حسين، بينما ترغب الدول العربية باستعادة العراق قوته وهويته ودوره في التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، لكن دون أن يكون مصدر تهديد لها، حسب رأي جون هيلترمان من مجموعة الأزمات الدولية.