تزايدت الأنباء المتضاربة حول حقيقة إيقاع السلطات الجزائرية بجاسوس إسرائيلي قبل وقت قريب، وذهبت تكهنات إلى أن هناك تنسيقات عالية المستوى تقودها الولاياتالمتحدة مع الجانب الجزائري فيما يخص هذا الشأن. حيث زار المدعي العام الأميركي إريك هولدر الجزائر أمس الأربعاء الموافق 7 أبريل والتقي ووزير العدل الجزائري الطيب بلعيز، وشدد هولدر في المؤتمر الصحفي المشترك على أهمية التعاون القانوني والقضائي في اتفاق التعاون الذي سيتم توقيعه بين البلدين خلال زيارته للجزائر. هولدر هو ثاني مسئول أمريكي يزور الجزائر في فترة قصيرة بعد زيارة رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي جون بيستول للبلاد يوم الخميس الماضي، وهي الزيارة التي اعتبرتها الصحف الجزائرية حلقة من مسلسل تفاوضي بين البلدين. ويلاحظ أن طبيعة مهنة كلا الرجلين (القضاء والاستخبارات) تقترب جدا من قضية تتسم بمثل هذا الطابع. وكانت أنباء ومعلومات متضاربة قد نشرت قبل أسبوع حول اعتقال السلطات الجزائرية لجاسوس إسرائيلي دخل البلاد بهوية إسبانية مزورة، حاملا اسم ألبرتو، ولم يحسم هذا التضارب حتى الآن تصريحات وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني الذي قال الثلاثاء الماضي إنه ليست لديه معلومات بهذا الشأن، بينما نسبت إليه بعض الصحف قوله: الموضوع حساس ولا يمكن الحديث عنه إلا بعد انتهاء التحقيقات الرسمية. فيما تواترت تقارير صحفية عن أن ألبرتو (35 عاما) تم القبض عليه بالقرب من مكتب دراسات مصري في الجزائر متعاقد مع الشركات البترولية، ونقلت مواقع إليكترونية عربية عن إذاعة صوت إسرائيل الناطقة باللغة العبرية "ريشت بيت" أن ألبرتو تمكن من دخول حي 1850 مسكن بحاسي مسعود بواسطة ضمانة مقيمين وفرها له أربعة أشخاص يحملون جنسية مصرية ويعملون في شركة أوراسكوم للإنشاءات. بينما بثت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر اختطاف ألبرتو أو كما أطلق على نفسه اسم أبي عمار، على يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. الجدير بالذكر أن الجاسوس الإسرائيلي، بقي بمدينة حاسي مسعود، التي قدم إليها كسائح من الجزائر العاصمة، مباشرة بعد وصوله من إسبانيا، وقبل 10 أيام من توقيفه على يد أجهزة الأمن بوسط مدينة حاسي مسعود، بالقرب من مكتب دراسات مصري، متعاقد مع الشركات البترولية. وأمضى الجاسوس أيامه في المدينة قبل توقيفه، في فندقين، الأول هو "أورجابان"، والذي يستقبل عادة عمال الشركات البترولية والأجانب، ويقع بحي 24 فبراير في مدخل المدينة، وفندق آخر هو "كومبتال"، الذي يقع في المنطقة الصناعية بحاسي مسعود، ويستقبل عادة الأوروبيين، خاصة الفرنسيين العاملين في المنطقة. وأشارت التقارير الجزائرية إلى أن الجاسوس كان يتقن اللغة العربية، ويتردد بكثرة عن الأحياء الشعبية، مدعيا أنه مسلم، حيث كان يؤدي الصلاة في مسجد بلال بن رباح، بحاسي مسعود، ويجالس العامة في المقاهي، كما كانت تظهر عليه الملامح العربية.