ذكر أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم الاثنين، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حث إسرائيل على الإطاحة بحركة المقاومة الإسلامية حماس في حرب غزة العام الماضي ثم عاد وغير موقفه وأنحى باللائمة على إسرائيل في ارتكاب جرائم حرب. وقال ليبرمان إن ذلك أثار شكوكا بشأن مدى ملائمة عباس كقائد يمكن أن تصنع إسرائيل السلام معه، وتابع في حديثه مع صحيفة معاريف الإسرائيلية: "خلال العام الماضي شاهدت (عباس) في أفضل حالاته وفي عملية الرصاص المصبوب اتصل بنا شخصيا ومارس ضغطا وطالبنا بأن نطيح بحماس ونقصيها من السلطة. ومضى قائلا: "وبعد شهر من انتهاء العملية رفع شكوى ضدنا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي (بتهمة ارتكاب) جرائم حرب. هل هذا شريك؟". كما استبعد وزير الخارجية إلى حد بعيد فرص حدوث تقدم مع حكومة عباس الذي لا يحكم سوى الضفة الغربية بعدما انتزعت حماس السيطرة الكاملة على قطاع غزة في 2007. يذكر أن ليبرمان لم يكن في الحكومة خلال حرب غزة، ورفض الإفصاح على أي أساس بنى مزاعمه، غير أن مسئولا إسرائيليا كبيرا آنذاك (في حرب غزة) قال إن رواية ليبرمان "دقيقة بشكل جوهري". من جانب آخر، نفى معاون لعباس بشدة هذا متهما الحكومة الإسرائيلية التي يهيمن عليها اليمين بمحاولة تعميق المأزق الذي تواجهه الجهود التي ترعاها الولاياتالمتحدة لإحياء المفاوضات. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إن: "هذا كلاما غير صحيح وهو استمرار لحملة التشهير والتشويه للتهرب من عملية السلام وهذه سياسة التصعيد الإسرائيلية المستمرة هدفها التهرب من عملية السلام وهدفها تدمير الجهود وآخر مثال على ذلك موجة الاستيطان المستمرة والإهانات الموجهة للإدارة الأمريكية، كل هذه محاولات لخلق مناخ لتدمير أي فرصة لإنقاذ عملية السلام". ومن جانبها، اعتبرت حماس التي كانت قد اتهمت بالفعل عباس بتشجيع إسرائيل على مواصلة الحرب، اتهام ليبرمان بأنه تأكيد لشكوكها في الرئيس الفلسطيني. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس، إن هذا البيان الخطير يؤكد مرة أخرى حقيقة أن عباس لم يعد مناسبا لتمثيل الشعب الفلسطيني حيث تآمر على شعبه خلال الحرب. وتخوض حماس صراعا على السلطة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس منذ الفوز في الانتخابات التشريعية عام 2006 وتنتقد عباس لاعترافه بالدولة اليهودية واستعداده المعلن لنبذ الكفاح المسلح. وتلاشت الآمال في بدء محادثات غير مباشرة هذا الشهر بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو قرار بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقية، حيث يأمل الفلسطينيون إقامة دولتهم.