اتهم رئيس وزراء السودان الأسبق الصادق المهدي حكومة الرئيس عمر حسن البشير اليوم السبت بتدمير البلاد ودفع الجنوب إلى الانفصال. والمهدي أحد المرشحين البارزين في انتخابات الرئاسة في السودان، المقرر عقدها في 11 أبريل المقبل والتي تأجلت أكثر من مرة وشابتها اتهامات بالتزوير من قبل المعارضة. وقال المهدي لرويترز في بلدة رفاعة في ولاية الجزيرة الريفية التي تعد معقلا رئيسيا لتأييد حزب الأمة المعارض الذي يتزعمه، إن "البلد دمر ببرنامج أقلية حزبية" وإن مؤيدي البشير الإسلاميين فرضوا أيديولوجيتهم على المجتمع السوداني متعدد الثقافات، متابعا أن (هذا) هو السبب الرئيسي في حالة الاستقطاب والانقسام التي شهدتها البلاد. وذكر المهدي أن حكم البشير _الذي أثار الفرقة_ تسبب في تمرد في إقليم دارفور في غرب البلاد وقوى حركة انفصالية في الجنوب المنتج للنفط. وأضاف: "دفع هذا (الحكم) البلاد إلى منطقة خطيرة للغاية وهذا الاستقطاب ينطوي على إمكانية دفع الجنوب إلى الانفصال وأن يتحول إلى دولة مجاورة معادية وهذا واحد من التكاليف التي تكبدها السودان بسبب هذا الانقلاب". وقال المهدي إن حزب الأمة وجماعات المعارضة الأخرى لا تزال تحتفظ بحقها في مقاطعة الانتخابات احتجاجا على ما ترى أنه تلاعب، ولكنه يتطلع إلى أن تختار الأحزاب خوض الانتخابات. وتابع: "اعتقد أن المقاطعة شيء سلبي، نرى أن من الضروري المنافسة في الانتخابات، لأنه لو كان هناك أي قدر من الحرية والنزاهة فإننا نعتقد أنه (البشير زعيم حزب المؤتمر الوطني) سيمنى بهزيمة. وإذا لم يحدث فإننا سنوثق الفساد. وقال خلف الله أحمد الشريف مرشح حزب الأمة لمنصب حاكم الجزيرة إن: "ملصقاتنا ليست من نوعية جيدة كملصقات المؤتمر الوطني وليس لدينا أموال كثيرة مثلهم"، مضيفا أن المؤتمر الوطني لا يتمتع بتأييد من الناس. وأن لدى حزبه الكثير من التأييد هناك وأنه يثق في المراقبين الدوليين. ووقعت حكومة البشير اتفاقية للسلام في عام 2005 مع الحركة الشعبية لتحرير السودان جماعة التمرد الرئيسية في جنوب السودان وعدت بإجراء انتخابات واستفتاء على ما إذا كان الجنوب سينفصل أم سيبقى جزءا من السودان. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الاستقلال في الاستفتاء المقرر أن يجرى في يناير المقبل. يذكر أن حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير حجب الحملة الانتخابية لحزب الأمة.