أعلنت روسيا، الخميس، مشاركتها في محادثات مع الأممالمتحدة، الاثنين، في جنيف، بشأن تجديد اتفاقية الحبوب الأوكرانية، بعد أن شككت في احتمال تمديدها، فيما وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، المفاوضات بأنها "معقدة". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، إن وفداً روسياً مؤلفاً من ممثلي عدد من الوزارات سيناقش تجديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، في جنيف، الاثنين، وفقاً لقناة "الشرق" السعودية. وأعلنت زاخاروفا أن الاجتماع سيحضره مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث والأمينة العامة لمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية ريبيكا جرينسبان. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقت سابق الخميس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في موسكو، "إذا لم يطبق سوى نصف بنود الاتفاق، فإن مسألة تمديده تصبح معقدة إلى حد ما"، مشيراً إلى أن بنوداً تتعلق بصادرات الحبوب والأسمدة الروسية، لم يتم تطبيقها. وتابع: "زملاؤنا الغربيون، الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، يعلنون بشكل مؤسف أنه لا توجد عقوبات مطبقة على الأغذية والأسمدة، لكن هذا الموقف غير نزيه". ومضى قائلاً: "في الواقع تحظر العقوبات دخول السفن الروسية التي تحمل الحبوب والأسمدة إلى الموانئ المقابلة، كما تمنع العقوبات السفن الأجنبية من دخول الموانئ الروسية لتسلم هذه الشحنات". واحتجت روسيا، في وقت سابق، على أن أغلب الحبوب الأوكرانية المصدرة بموجب الاتفاق تُرسل إلى دول غنية، وأشارت إلى عدم تفعيل "الجزء الثاني" من الاتفاق الخاص بمذكرة تفاهم مع الأممالمتحدة لتيسير تصدير الأغذية والأسمدة الروسية. ولم تستهدف العقوبات الغربية بشكل واضح صادرات روسيا الزراعية، لكن موسكو تقول إن القيود المفروضة على مدفوعاتها وعمليات النقل والإمداد وشركات التأمين تمثل "حاجزاً" أمام قدرتها على تصدير حبوبها وأسمدتها. كما قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده "تواصل" المحادثات مع الأممالمتحدةوروسياوأوكرانيا لتمديد الاتفاق. وأشار أكار إلى نقل 23.5 مليون طن من الحبوب على متن 790 باخرة، عبر البحر الأسود منذ إبرام الاتفاق، ولفت إلى قرب انتهاء فترة العمل بالاتفاق. وأضاف: "أبدت أوكرانيا رأيها الإيجابي لتمديد عمل الاتفاق للمرة الثانية، كما أنه لدى روسيا موقف إيجابي مماثل تجاه تمديد عمل المبادرة، وبدورنا نأمل ونتطلع إلى استمرار مبادرة الحبوب بمساهمة كافة الأطراف". وقال أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريش، خلال زيارة إلى كييف، الثلاثاء، إن تمديد اتفاق الحبوب "أمر بالغ الأهمية"، فيما طالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي خلال اجتماع لمجموعة ال20، موسكو بتمديد الاتفاق. وتهدف مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب التي توسطت فيها الأممالمتحدة وتركيا، يوليو الماضي، إلى الحيلولة دون حدوث أزمة غذاء عالمية من خلال السماح بالتصدير الآمن للحبوب المحاصرة بفعل الغزو الروسي من ثلاثة موانئ أوكرانية. وتم مد الاتفاق 120 يوماً في نوفمبر الماضي، وسيحتاج إعادة تجديده في 18 مارس، لكن لا يمكن تجديده إن عارضت روسيا، وأشارت موسكو بالفعل إلى أنها "غير راضية" عن كيفية تنفيذ الاتفاق.
