كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، اليوم الأحد، أن واشنطن بحثت إمكانية قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة لأوكرانيا عبر الحدود البولندية. وقالت المجلة الأمريكية، إن مساعدى بايدن استكشفوا محاولات لنقل الرئيس الأمريكي سرًا عبر الحدود إلى أوكرانيا، لكن تم إلغاء الفكرة تقريبًا. وأضافت أن بايدن واحد من آخر القادة الغربيين الذين لم يقطعوا الرحلة التي تتطلب 10 ساعات بالقطار أو المخاطرة برحلة طيران، مشيرة إلى أن معظم مساعدي الرئيس الأمريكي يعتقدون أن الخطر الأمني عليه لن يستحق كل هذا العناء. ويغادر بايدن الولاياتالمتحدة غدا الاثنين متوجها إلى بولندا للقاء نظيره البولندي أندريه دودا وغيره من كبار قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حيث يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الدفاعات الأوكرانية على وشك الوصول إلى مرحلة حرجة في ظل هجوم روسيا العنيف. وتأتي زيارة بايدن إلى بولندا قبل أيام فقط من الذكرى السنوية الأولى لهجوم روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وهو تاريخ يعتقد محللين عسكريين أن بوتين قد يفضل فيه استعراض قوته. وأفادت المجلة بأن البيت الأبيض طلب من إدارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاستعداد للهجوم الآن، حيث تتدفق الأسلحة والمساعدات من واشنطن وأوروبا بحرية على كييف خشية أن يكون الدعم الأوروبي محدودا. ورجح مساعدون للرئيس الأمريكي أن يؤكد بايدن خلال رحلته على حاجة الغرب للبقاء في مسارهم الداعم لأوكرانيا، وسيروج لكل من التحالفات والقيادة الأمريكية. ووفقا لمسؤولين أمريكيين، فخطاب بايدن في أوروبا سيثمن مقاومة أوكرانيا كما سيقر أيضا بمواطن ضعفها المستمرة، فعلى الرغم من نجاحات كييف لا تزال روسيا تسيطر على ما يقرب من 20 % من الأراضي الأوكرانية وسط تباطؤ الصراع إلى حرب استنزاف وحشية. علاوة على ذلك، لا يُظهر بوتين أي علامات على التراجع عن تعهده بالسيطرة على أوكرانيا بأكملها، وفقًا لمسؤولين أمريكيين. وبحسب تقدير المخابرات الأمريكية، يعتقد بوتين أنه على الرغم من الانتكاسات التي واجهها جيشه، لا يزال لدى روسيا ميزتان حاسمتان "القوة البشرية والوقت". ويقدر مسؤولو المخابرات الأوروبية كذلك أن بوتين يشعر بالثقة في أنه يستطيع انتظار حدوث انهيار حتمي في المقاومة الغربية. وفي مؤتمر ميونخ للأمن الذي انتهت فعالياته، اليوم الأحد، سعى زيلينسكي خلال خطابه لحشد المساعدة لهزيمة روسيا، حيث شدد على سرعة تسليم الأسلحة لبلاده. من جانبه، حذر الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج مؤخرًا، من أن الهجوم الروسي قد اشتد وأن هناك علامات على تزايد القتال. وأشارت "بوليتيكو" إلى وجود قلق حقيقي داخل البيت الأبيض بشأن قدرة أوروبا على توفير ذخيرة مدفعية ومساعدات أخرى لأوكرانيا، حيث تقول بعض الدول إن مخزونها من الأسلحة قد نفذ. وقالت رئيسة مركز تحليل السياسة الأوروبية في واشنطن، ألينا بولياكوفا، إن "الحرب كشفت عن أوجه قصور عميقة في قدرات البلدان الأوروبية ومخزوناتها من الأسلحة".
