بهذا العنوان يلخص روبرت فيسك رؤيته للانتخابات النيابية العراقية على صفحات الاندبندنت. ويرى فيسك أن الديمقراطية لا تنجح عندما تكون الدول محتلة من قبل القوات الغربية. يذكر الكاتب بانتخابات عام 2005 في العراق، والتي يقول إن العراقيين خرجوا خلالها بعشرات الآلاف وسط هدير التفجيرات الانتحارية الشيعة وفقا لتعليمات قادتهم الدينيين، بينما قاطع السنة رافضين. ويواصل فيسك قائلا: بالأمس خرج العراقيون بعشرات الآلاف وسط هدير نيران قذائف الهاون ليثبتوا أن العراق كان ديمقراطيا. ويوجه فيسك انتقاداته إلى الغرب قائلا "نحن الغربيين حاولنا أن ننسى الماضي، حتى الماضي القريب"، مذكرا بقرار هيئة العدالة والمساءلة العراقية باستبعاد عدد من المرشحين، معظمهم من السنة، على خلفية أنه كانت لهم علاقات سابقة مع حزب البعث. نسب مئوية ويرى الكاتب أن هذا القرار كان عودة بينة إلى السياسة الطائفية، فالشيعة الذين كانوا مقربين من صدام لا يزالون يحتفظون بمناصبهم في العراق الديمقراطي الذي يفترض أن العراقيين صوتوا له بالأمس. ويلحظ القارئ أن فيسك حرص على وضع كلمات ديمقراطي وديمقراطية بين قوسين عندما ترد كصفة للعراق أو تقترن بانتخابات الأمس. ويرى الكاتب أن النظام الانتخابي العراقي وضع بحيث يضمن ألا يستطيع حزب واحد الوصول إلى السلطة، بل أن يكون هناك تحالف أو ائتلاف. ويضيف: لكن كل هذا يعني أن الحكومة الطائفية القادمة ستمسك بالسلطة وفقا للنسب المئوية للمجتمعات الشيعية والسنية والكردية في العراق. ويرى أن الغرب "يفضل دائما هذا النظام في منطقة الشرق الأوسط. عودة صدام ويضيف فيسك: لقد فعلنا ذلك في ايرلندا الشمالية وفي قبرص، مشيرا كذلك إلى النظام السياسي اللبناني. ويقول الكاتب: حتى في أفغانستان فضلنا التعامل مع حامد كرزاي الفاسد وسمحنا له أن يحكم نيابة عنا بواسطة جيش مؤلف بصورة أساسية من المؤيدين القبليين المدفوع أجرهم. ويرى الكاتب أن الحجة دائما تكون واحدة في قبول هذه الحكومات هل تريد عودة طالبان؟ هل تريد عودة صدام؟ وفي حالة لبنان وقبرص قبل عقود: هل تريد عودة الأتراك العثمانيين؟