بحث بشار الأسد الرئيس السوري، مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأحد "أسس إعادة إطلاق عملية السلام" في الشرق الأوسط، وأكد الجانبان "ضرورة التحرك الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية" بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وأفادت الوكالة أن الأسد وأوغلو بحثا خلال اللقاء "الأسس التي يمكن وفقها إعادة إطلاق عملية السلام"، ونقلت عن الرئيس السوري تأكيده "عدم وجود طرف إسرائيلي يرغب بتحقيق السلام رغم وجود وسيط تركي يعمل مع سوريا على إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة". وكان أوغلو صرح الثلاثاء في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة، أن بلاده على استعداد لاستئناف وساطتها في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا "إذا كانت هناك إرادة سياسية لدى الطرفين". يذكر أن سوريا وإسرائيل بدأ في عام 2008 مفاوضات غير مباشرة عبر وساطة تركية، إلا أنها توقفت بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية العام المذكور. وجرى خلال الاجتماع تأكيد "ضرورة التحرك الفوري على مختلف الأصعدة لوقف الانتهاكات" الإسرائيلية التي "تؤكد عدم جدية إسرائيل في تحقيق السلام". وكانت سوريا وتركيا وقعتا اتفاقا لتأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي، خلال زيارة قام بها الرئيس السوري لتركيا في 16 سبتمبر الفائت. وانعقد مجلس التعاون على المستوى الوزاري في مدينة غازي عنتاب التركية في 13 أكتوبر الفائت، وتم الاتفاق في ختامه على إبرام أكثر من ثلاثين اتفاقا وعشرة بروتوكولات ومذكرة تفاهم. وتشمل هذه الاتفاقات مجالات أمنية وعسكرية، إضافة إلى الدفاع والتعليم والتجارة والاستثمار والصحة والزراعة والطاقة والثقافة والسياحة والبيئة، كما وقعت سوريا وتركيا اتفاقا ينص على إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين. وكانت العلاقات السورية التركية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة سياسياً واقتصادياً وحتى عسكرياً بعد فترة طويلة من التوتر، على خلفية تقاسم مياه الفرات ووضع منطقة لواء الإسكندرونة، وهي أرض سورية تنازل عنها الانتداب الفرنسي العام 1939 لتركيا".