يبدأ انعقاد قمة الأممالمتحدة للمناخ Cop27 التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ بداية من 6 حتى 18 نوفمبر الجاري، إذ يشارك فيها قادة العالم، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأممالمتحدة وآلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم، لتقديم حلول تنقذ البيئة من قضية التغيرات المناخية. ولكن، ما هي أسباب تغير المناخ؟ حددت الأممالمتحدة في تقرير سابق لها، اطلعت عليه "الشروق"، أسباب عديدة لتغير المناخ في العالم، ومنها: *توليد الطاقة ذكرت الأممالمتحدة أن توليد الكهرباء والحرارة عن طريق حرق الوقود الأحفوري يتسبب في جزءٍ كبير من الانبعاثات العالمية، حيث لا يزال توليد معظم كميات الكهرباء يتم عن طريق حرق الفحم أو الزيت أو الغاز، وينتج عن ذلك ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز، وهي غازات دفيئة قوية تغطي الأرض وتحبس حرارة الشمس. فيما يتم توليد ربع الكهرباء فقط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى التي ينبعث منها القليل من غازات الدفيئة أو الملوثات في الهواء، على عكس الوقود الأحفوري. *التصنيع وفقا للأمم المتحدة فالصناعات التحويلية هي واحدة من أكبر المساهمين في انبعاثات غازات الدفيئة في جميع أنحاء العالم، إذ ينتج عن الصناعة وخاصة الصناعات التحويلية انبعاثات، معظمها يأتي من حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة المستخدمة في صنع منتجات مثل الأسمنت والحديد والصلب والإلكترونيات والبلاستيك والملابس وغيرها من السلع. وينتج عن صناعات التعدين والعمليات الصناعية الأخرى الغازات الضارة، كما هو الأمر بالنسبة لصناعة مواد البناء، فغالبًا ما تعمل الآلات المستخدمة في عمليات التصنيع جميعها على الفحم أو الزيت أو الغاز وبعض المواد المصنوعة من مواد كيميائية مصدرها الوقود الأحفوري. *قطع الغابات إن قطع الغابات لإنشاء مزارع أو مراعي، أو لأسبابٍ أخرى، يتسبب في انبعاثات، لأن الأشجار، عند قطعها، تطلق الكربون الذي كانت تخزنه. وبحسب إحصائيات الأممالمتحدة فيتم تدمير ما يقارب 12 مليون هكتار سنويا من الغابات، التي تمتص بالأساس ثاني أكسيد الكربون، لذلك فإن تدميرها يحد أيضًا من قدرة الطبيعة على إبقاء الانبعاثات خارج الغلاف الجوي. وتعد إزالة الغابات، إلى جانب الزراعة والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، مسؤولةً عن ما يقارب ربع انبعاثات غازات الدفيئة العالمية. *وسائل النقل تعمل معظم السيارات والشاحنات والسفن والطائرات بالوقود الأحفوري، مما يجعل النقل مساهمًا رئيسيًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وخاصةً انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ووفقا للأمم المتحدة، فتساهم مركبات الطرق بالجزء الأكبر من الانبعاثات الناتجة عن احتراق المنتجات القائمة على البترول، مثل البنزين، في محركات الاحتراق الداخلي، في حين أن الانبعاثات الناتجة من السفن والطائرات أيضًا مستمرةٌ في الازدياد. ولذلك، فإن وسائل النقل مسؤولة عن انتاج ما يقارب ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة، في وقت تشير فيه توجهات الدول إلى زيادةٍ كبيرة في استخدام الطاقة لأغراض النقل خلال السنوات القادمة. *إنتاج الغذاء تتسبب مراحل إنتاج الغذاء في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان وغازات الدفيئة الأخرى بطرقٍ مختلفة سواء مباشرة أو غير مباشرة، كعملية إزالة الغابات وإخلاء الأراضي لصالح أغراض الزراعة والرعي، وعمليات الهضم لدى الأبقار والأغنام، وإنتاج واستخدام الأسمدة والسماد الطبيعي لزراعة المحاصيل، واستخدام الطاقة لتشغيل معدات المزرعة أو قوارب الصيد، باستخدام الوقود الأحفوري عادةً. كل ذلك يجعل إنتاج الغذاء مساهماً رئيسياً في تغير المناخ، في حين تأتي انبعاثات غازات الدفيئة أيضًا من عمليات تعبئة الطعام وتوزيعه. *أجهزة التكييف على الصعيد العالمي، تستهلك المباني السكنية والتجارية أكثر من نصف الكهرباء، ومع استمرارها في الاعتماد على الفحم والنفط والغاز الطبيعي للتدفئة والتبريد، تنبعث منها كميات كبيرة من غازات الدفيئة. وبحسب إحصائيات الأممالمتحدة، فقد ساهم تزايد الطلب على الطاقة للتدفئة والتبريد، وزيادة استخدام أجهزة تكييف الهواء، فضلاً عن زيادة استهلاك الكهرباء للإضاءة والأجهزة، في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة من المباني في السنوات الأخيرة. *الاستهلاك المفرط استخدام الطاقة في المنازل، والتنقل، والأكل وكميات الطعام التي يتم التخلص منها، كلها عوامل تساهم في انبعاثات غازات الدفيئة، وكذلك هو الحال بالنسبة لاستهلاك البضائع مثل الملابس والإلكترونيات والبلاستيك، حيث يرتبط جزءٌ كبير من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بالمنازل الخاصة. وفي حين ترى الأممالمتحدة أن أنماط حياة الأشخاص لها تأثير عميق في الكوكب، فقد حملت الأغنياء المسؤولية الأكبر، موضحة أن أغنى 1 في المائة من سكان العالم مجتمعين يتسببون في انبعاثات لغازات الدفيئة أكثر مما يتسبب به أفقر 50 في المائة من السكان.