ذكرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إن محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية يحتاج إلى الوجود فى مصر والتحدث مع البسطاء لإطلاعهم على الأزمات التى يعيشها البلد من أجل حشد الملايين من أجل تغيير الدستور وليس مجرد آلاف، مشيرة إلى أن الإقامة فى فيينا والاكتفاء باللقاءات التليفزيونية لن يحقق هذا الهدف. وأوضحت المجلة أن البرادعى كشخص يحظى باحترام جيد فى مصر ولم يمسه النظام، ولا أحد يستطيع ان يقود هذه الحركة سواه. لكن الأمر سيحتاج أكثر من مجرد لقاءات تليفزيونية، فعلى البرادعى أن يشمر عن ساعديه ويحافظ على وجود اليسار والإسلاميين المعتدلين مع بعضهما وأن ينتزع أعضاء الحزب الحاكم المترددين». وأضافت انه يجب على الرجل الذى يبلغ من العمر 67 عاما «ان يجوب أنحاء البلاد ليعرف المصريين البسطاء بأزمة بلدهم.. ولن يستطيع أن يفعل ذلك من فيينا»، وقالت المجلة: إن «البرادعى سيعود إلى فيينا ومن غير الواضح كيف يمكن للحركة السياسية التى أيقظها الاستمرار فى غيابه؟». ورأت المجلة أن تمسك البرادعى بموقفه بعدم الترشح للرئاسة إلا بعد تعديل الدستور لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة، تعد خطوة ذكية تسمح بتصوير البرادعى على أنه فوق السياسة وستساعده فى بناء جبهة شعبية للالتفاف حول عدد من المطالب العامة، بدلا من الانقسام حول أجندته الشخصية. لكنها نقلت فى ذات الوقت عن إيساندر عمرانى الخبير بمجموعة الأزمات الدولية والمتخصص فى الشأن المصرى أنه «حتى المعجبون بموقف البرادعى ينتقدون رفضه الترشح قبل تعديل الدستور، وهو المطلب الذى لا يجد مبارك حافزا لتبنيه». ورأت المجلة أن «شخصا مثل حسنى مبارك لا يفعل إلا ما يضطر إليه»، وهو ما يعنى بحسب المجلة أن البرادعى ومؤيديه بحاجة إلى تعبئة حركة اجتماعية تضم الملايين وليس آلاف أو عشرات الآلاف الذين تمكنت المعارضة من حشدهم حتى الآن». وأضافت المجلة أن «مصر بلد يبلغ عدد سكانه 80 مليون نسمة، وبالتالى فإن آلاف قليلة من المتظاهرين فى القاهرة لن يؤثروا فى الرئيس ونجله الطموح».