البرادعي سيرفع يد مبارك عن مصر وسيحدث تغييراً حقيقياً إذا نجح في تعديل الدستور المصريون في الخارج شعروا بالهزة التي أحدثها البرادعي في الحياة السياسية في مصر سعد الدين إبراهيم: الصحوة في أمريكا امتداد لصحوة في مصر أفرزت قيادات ووجوها شابة الجماهير تلتف حول البرادعى أثناء زياته للمنصورة نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية تقريراً أمس قالت فيه إن المصريين المغتربين في الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبحوا يرون أن التغيير ممكن في مصر وبالتالي بدأوا يدعمون حملة الدكتور محمد البرادعي - المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحائز علي جائزة نوبل للسلام- للإصلاح، حيث يؤكد التقرير أن المصريين في أمريكا يؤمنون حاليا بدعوة البرادعي للتغيير منذ عودته لمصر طارحاً نفسه كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية ويؤيدون دعوته لتعديل الدستور وإنهاء حالة الطوارئ وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وأوضحت المجلة الأمريكية في تقريرها الذي نشرته تحت عنوان «التغيير الذي يؤمن به المغتربون المصريون» أن سبب دعم هؤلاء للدكتور البرادعي أنه في حالة بقاء الوضع كما هو في مصر فإنه طبقاً للدستور سيستمر الرئيس مبارك في السلطة، فالدستور يسمح فقط للقيادات العليا في الأحزاب السياسية بالترشح للانتخابات الرئاسية شريطة أن يكونوا مر عليهم عام كامل في منصبهم الحزبي، مما يجعل البرادعي غير مؤهل لخوض هذه الانتخابات، موضحة أن البرادعي يسعي حاليا بجد لتعديل الدستور لإزالة هذه القيود عن ترشح المستقلين للانتخابات الرئاسية فإذا نجح في ذلك فإنه سيتمكن من رفع يد مبارك عن السلطة وإحداث تغيير سياسي حقيقي. وأشارت «فورين بوليسي» إلي أن البرادعي استطاع أن يهز الأوضاع داخل مصر منذ عودته وقد أحس المصريون في الخارج بهذه الهزة، حيث إن جزءاً من خطة البرادعي الأساسية كانت موجهة إليهم وهو أن المصريين في الخارج لابد من السماح لهم بالتصويت في الانتخابات - خاصة أن عددهم يتراوح ما بين 3 و5 ملايين مهاجر - تحت إشراف دولي، مشيرة إلي أن المراقبين الدوليين يعتبرون أن هذه الخطوة سيكون مرحباً بها بشكل فعلي وستصنع تغييراً جذرياً بالنسبة لتاريخ الانتخابات المصري الذي اشتهر بالتزوير. وقد تناولت المجلة الأمريكية دعم المصريين في الولاياتالمتحدةالأمريكية للدكتور محمد البرادعي من خلال مهندس برمجيات يدعي وليد علي اعتبرته أكبر مدعمي البرادعي هناك، حيث رصدت المجلة رد فعله علي زيارة البرادعي للولايات المتحدة في أبريل الماضي للتحدث عن منع الانتشار النووي في جامعة هارفارد، حيث قام وليد علي ومعه مجموعة من المصريين الأمريكيين بحجز قاعة اجتماعات في نفس الجامعة ودعوا البرادعي للحديث معهم، وعقب موافقة البرادعي أنشأوا مجموعة علي «الفيس بوك» دعوا إليها 100 شخص فقط، ولكن الأعضاء أصبحوا 300 خلال مدة بسيطة جداً، وبعد حديث البرادعي معهم - حسب قول المجلة- خرجت المجموعة عن السيطرة حيث بلغ عدد أعضائها رقماً خيالياً. وقال وليد علي لفورين بوليسي «بمجرد الإعلان عن اللقاء مع البرادعي توافد الناس من مختلف الولاياتالأمريكية لحضور اللقاء مما اضطرنا إلي تغيير المكان من الجامعة وحجز مكان في أحد الفنادق الكبري» مؤكداً أنه لو ترك الجميع يأتون «لكان العدد تجاوز 2000 شخص، فالناس ستفعل أي شيء لحضور اللقاء»، وأكد وليد أنه ظل لمدة 3 أيام لاينام تحضيراً لهذا اللقاء، واصفا حالته في هذا الوقت بقوله «كنت عصبيا جدا بشأن هذا الحدث، فأنا أعرف أننا نعيش في بلد حر، ولكن مازالت لدينا شكوكنا». وأكدت «فورين بوليسي» أن وليد علي ليس المصري الوحيد في الولاياتالمتحدة الذي تحول إلي ناشط بشكل مفاجئ وغير متوقع من أجل الديمقراطية في مصر، ولكن هناك الكثيرين مثله، ناقلة عن الدكتور سعد الدين إبراهيم - رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية والمقيم في منفاه في أمريكا- قوله إن «قادة النشاط السياسي حاليا وجوه جديدة ووجوه شابة وهو ما يتماشي مع الحال في مصر حاليا»، مؤكدا أن «هناك صحوة وزيادة وعي في مصر بين الشباب تجاه ما يحدث علي الصعيد السياسي، وما يحدث في الولاياتالمتحدة امتداد لذلك».