أظهرت أحدث إحصائية عن أوضاع الأطفال فى مصر أن هناك 7 ملايين طفل «فقراء ومحرومون من حقوقهم»، وهم يشكلون 26% من أطفال مصر البالغ عددهم 28 مليون طفل. جاءت الأرقام فى دراسة أعلنها أمس مركز البحوث والدراسات الاقتصادية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للأطفال «اليونسيف» ووزارة الأسرة والسكان تحت عنوان «فقر الاطفال والتفاوت فى مستوى معيشتهم»، وقد أجريت الدراسة على أطفال من مختلف محافظات مصر. وكشفت الدكتورة عالية المهدى المشرفة على الدراسة عن أن 18% من أطفال مصر يعانون الحرمان من المسكن والصرف الصحى والمياه، و17 % يعانون الحرمان إما من الغذاء أو الصحة، وأن أغلب الأطفال الفقراء موجودون فى الريف خاصة ريف الصعيد. وأشارت عالية إلى أن الدراسة أوضحت أن الارتفاع فى النمو الاقتصادى فى مصر لم يسفر عن خفض معدلات الفقر الناجم عن الدخل والحرمان، وكشفت أيضا العديد من البرامج الاجتماعية لمساعدة الأطفال وأسرهم لم تمنع الزيادة فى فقر الأطفال، موضحة أن مخصصات الموازنة الموجهة لتحسين أوضاع الطفل المصرى قد ارتفعت من حيث القيمة فقط، لكنها انخفضت فى أهميتها النسبية. ومن جهتها اعتبرت مشيرة خطاب وزيرة الاسرة والسكان أن الدراسة ستساهم فى رسم سياسات متكاملة متعددة الجوانب يحكمها الواقع للحد من فقر الأطفال، لكنها لفتت إلى أن «التحدى الأساسى سيبقى فى رصد موارد مالية وبشرية لتنفيذ خطط هذه السياسات وإلا ستصبح مجرد استهلاك محلى». وأشادت خطاب باهتمام وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد زكى بدر بقضية التسرب من التعليم، مؤكدة أن المجتمع لو ركز على هذه القضية لن نجد طفلا فى الشارع أو فى ورشة أو طفلة تتزوج فى سن الطفولة، وأكدت أن حصول الطفل على حقه فى التعليم يساهم فى إخراجه من دائرة الفقر دون إغفال باقى الحقوق، وهى مسئولية العديد من الوزارات وليس وزارة الأسرة والسكان فقط. غير أن الدكتورة سحر الطويلة مديرة مركز العقد الاجتماعى بمركز معلومات مجلس الوزراء إلى أن المقياس الرئيسى لفقر الأطفال يجب أن يظل فقر الدخل وأن استخدام مفهوم الحرمان يوجه نظرنا إلى تفاصيل لم نكن نهتم بها، مثل أرضية المسكن ونوعية التعليم، وأن حصول الطفل على التعليم ليس مجرد التحاقه بالمدرسة، ولكن حصوله على تعليم جيد النوعية.