قبل أقل من شهر كشفت أسبوعية «فوروارد» اليهودية فى الولاياتالمتحدة النقاب عن نجاح إسرائيل فى إقناع إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بإعادة النظر فى صفقات أسلحة متقدمة كانت إدارة سلفه جورج بوش قد أقرتها لصالح دول عربية، بينها السعودية والإمارات، وذلك خشية تآكل التفوق النوعى للجيش الإسرائيلى فى مواجهة الجيوش العربية. وأمس نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية وأمريكية أن تل أبيب وجماعات الضغط الموالية لها فى واشنطن لا تعارض صفقات الأسلحة الأمريكية لدول الخليج. هذا التغير فى موقف إسرائيل يزيد من احتمال توجيه ضربة عسكرية قريبا للمنشآت النووية الإيرانية، بعد أن تأكدت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، بحسب تقارير إعلامية غربية، من استحالة حل الملف النووى الإيرانى بالطرق الدبلوماسية، خاصة مع مرور عام على تبنى الرئيس أوباما للحوار مع طهران. ونقلت «جيروزاليم بوست» عن المصادر قولها إن صفقات السلاح الأمريكية لجيران إسرائيل كانت تقلق تل أبيب وحلفاءها فى واشنطن، غير أنها باتت تنظر إلى خطوات التسليح الحالية على أنها تدعيم للقدرات الدفاعية لدول المنطقة بغية إيجاد نوع من الردع فى مواجهة الخطر الإيرانى. وقال مساعدو نواب فى الكونجرس الأمريكى إنه لا حكومة بنيامين نتنياهو ولا جماعات الضغط الموالية لها اتصلوا بهم بشأن تسليح دول الخليج كما كان يحدث عندما يكون لهذه الأطراف اعتراضات على سياسة التسليح الأمريكية فى المنطقة». وشدد أحدهم على أنه لم يسمع أحدا من السفارة الإسرائيلية يشكو من هذه الصفقات. أما السفارة فقالت على لسان المتحدث باسمها جوناثان بيلد: «ننسق مع الإدارة (الأمريكية) بشكل كامل ونتابع هذه القضية كما نتابع كل التطورات فى المنطقة.. بيننا حوار شامل وتنسيق تام ونناقش كل هذه الأمور باستفاضة». فيما قال مسئول إسرائيلى آخر، طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية القضية، إن «إسرائيل تتفهم رغبة واشنطن فى إرسال هذه الأنظمة إلى الدول العربية»، معربا عن اطمئنانه طالما أن الإدارة الأمريكية «تواصل فى نفس الوقت ضمان تفوق إسرائيل عسكريا» على جيرانها. وبحسب مصادر فى الكونجرس، فإن العقبة الأضخم أمام نقل أنظمة التسليح الجديدة ليست أعضاء الكونجرس ولا قلق إسرائيل إن وجد، وإنما تردد الدول العربية فى قبول هذه الأسلحة لما يتبعه من ضرورة استقبال «قوات» أمريكية لتدريب العرب على تشغيل هذه المعدات، ما قد يسبب غضبا شعبيا ضد الحكومات العربية جراء الوجود الأمريكى. كما يخشى العرب من أن زيادة تعاونهم العسكرى مع واشنطن سيبعث برسالة إلى إسرائيل مفادها بأن جيرانها يأخذون الخطر الإيرانى على محمل الجد، وسيلعبون فى نفس فريقها إن هى واجهت هذا الخطر. وإضافة إلى هذه الأسلحة فإن أربع دول خليجية، هى قطر والكويت والإمارات والبحرين، وافقت على نصب أنظمة الدرع الصاروخية الأمريكية على أراضيها، بحسب ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الشهر الماضى عن مصادر عسكرية وسياسية، وسط تصريحات أمريكية بأن هذه التحركات تستهدف فقط دعم القدرات الدفاعية لحلفاء واشنطن بالخليج فى مواجهة إيران. ولا تعد معارضة صفقات السلاح الأمريكية للخليج بالجديدة على إسرائيل، خاصة فى ثمانينيات القرن الماضى عندما أقرت إدارة الرئيس رونالد ريجان صفقة أسلحة متقدمة مع السعودية، لكن بالرغم من اعتراض العديد من أعضاء الكونجرس وجماعات الضغط الموالية لتل أبيب فقد تم تنفيذ الصفقة.