طمأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سوريا بأن إسرائيل تسعى للسلام فى أعقاب تهديد وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان بالإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد فى أى حرب فى المستقبل. وقال متحدث باسم نتنياهو مساء أمس الأول: «أوضح كلا الرجلين أن سياسة الحكومة واضحة. إسرائيل تسعى للسلام والمفاوضات مع سوريا دون شروط مسبقة» مضيفا «فى الوقت نفسه ستواصل إسرائيل التصرف بتصميم وحسم». واتهم الأسد إسرائيل يوم الأربعاء بدفع منطقة الشرق الأوسط نحو حرب جديدة مما أثار رد فعل غاضبا من ليبرمان فى كلمة ألقاها قرب تل أبيب. يجىء هذا فى وقت أعربت فيه مصادر دبلوماسية غربية وإقليمية وعربية عن خشيتها من أن تتحرك إسرائيل عسكريا بصورة أو بأخرى لاستهداف حلفاء إقليميين لإيران فى إشارة إلى حزب الله فى لبنان أو حماس فى غزة خلال العام الحالى كوسيلة لممارسة الضغوط على الجمهورية الإسلامية. المصادر اتفقت أن هناك أسبابا عديدة تدعو للتعامل بجدية مع التخوفات التى أعرب عنها رئيس الوزراء سعد الحريرى، خلال زيارة له للقاهرة يوم الخميس الماضى استقبله خلالها الرئيس حسنى مبارك، من عمل عسكرى إسرائيلى يستهدف جنوب لبنان، حيث يتمركز حزب الله. السبب الرئيسى لاحتمال قيام إسرائيل بعمل عسكرى ما لن يكون بالضرورة فى حجم العدوان الإسرائيلى على لبنان فى عام 2006 أو العدوان الإسرائيلى على غزة فى عام 2009 هو عجز الدبلوماسية الأمريكية عن تحجيم التحرك النووى الإيرانى بالصورة التى ترتاح لها إسرائيل، وعجز واشنطن الموازى عن استئناف التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى، وضعف الأمل فى تمكن القاهرة من طرح سياق بديل وسريع لإنهاء حالة الجمود التى تعانى منها عملية التسوية، على حد تعبير أحد المصادر. فى الوقت نفسه، فإن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل تعرقلت لأجل غير مسمى فى اللحظة الأخيرة. وآفاق المصالحة الفلسطينية معطلة أيضا بسبب رفض حركة حماس صياغات فى الورقة المصرية المقترحة لتسيير المصالحة، فى وقت ترفض فيه القاهرة الموافقة على أفكار يجرى التشاور حولها بين السعودية وسوريا من ناحية وسوريا وكل من قطر وليبيا من ناحية أخرى لتكون بمثابة «ملحق مكمل للورقة المصرية». وفشل آفاق التفاوض، حسبما تعبر المصادر بقلق، يعنى دوما فى الشرق الأوسط فتح الباب أمام العنف. وتقول مصادر بحركة حماس إن «باب العنف قد تم فتحه بالفعل من قبل إسرائيل بعملية الاغتيال النوعية التى نالت من أحد قيادات حماس فى دبى نهاية الشهر الماضى». أما حزب الله فألمح بدوره إعلاميا إلى تورط إسرائيل فى النيل من بعض كوادره أخيرا. وترتفع احتمالات تصاعد التوتر الإقليمى عسكريا مع استمرار الخلافات العربية والصراعات الإقليمية. «فإيران لا تبدو مهتمة بتهدئة الأطراف العربية بغض النظر عن إسرائيل المتحسبة من تحركاتها السياسية والنووية. أما المصالحة العربية فتبدو متباطئة خاصة على الأفق السورى المصرى بعد أن كانت الوساطة السعودية قد أوحت بإمكان إنهاء القطيعة الرئاسية قريبا بين القاهرة ودمشق فى اجتماع توقع البعض أن يحدث الشهر الحالى فى الرياض»، قال أحد المصادر طالبا عدم نشر اسمه. ولم تستبعد المصادر الدبلوماسية التى تحدثت ل«الشروق» انفراجات مفاجئة، لكنها اتفقت على أن الواقعى هو ألا تكون هناك بوادر لقاءات للمصالحة قبل القمة العربية. المصادر نفسها اعترفت بأن فى خضم هذه الخلافات العربية «لن تجد إسرائيل صعوبة كبيرة فى استمالة بعض المواقف الدولية، بما فى ذلك دوائر سيادية فى واشنطن، لتحرك عسكرى يستهدف حزب الله أو حماس تكون رسالته النهائية موجهة لإيران»، كما قال أحدهم. بعض هذه المصادر أشار إلى أنباء حول وجود بواخر عسكرية إسرائيلية فى منطقة الخليج، رابطة بينها وبين زيارات متتالية قام بها مدير المخابرات الأمريكية لعواصم إقليمية بالتوازى مع تحركات لمسئولين عسكريين إسرائيليين. ومن ناحيتها، نفت المصادر المصرية الرسمية عبور بواخر إسرائيلية قناة السويس إلى مياه الخليج مؤخرا، وأكدت أن القاهرة «جادة فى رفضها لأى عمل عسكرى ضد أى هدف فى المنطقة بما فى ذلك حزب الله وحماس، وإن هذا ما أبلغ به إيهود باراك، وزير الحرب الإسرائيلى فى زيارة أخيرة لشرم الشيخ».