قال العقيد غريب عبدالحافظ، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، إنه لا يخفى على أحد الجهود التي بذلتها القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب، وتضحياتها لعودة الحياة إلى طبيعتها في سيناء خلال السنوات الماضية. وأضاف عبدالحافظ، في مداخلة لبرنامج «بالورقة والقلم»، الذي يقدمه نشأت الديهي عبر فضائية «ten»، مساء اليوم السبت، أن هذه الجهود لم تكن ممكنة دون استراتيجية متكاملة تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة، ذاكرًا أن مجابهة الإرهاب لم يكن عملا أمنيًا فقط، وكان ذلك ضمن الدروس المستفادة منذ 2011 وتبعاتها. وأكد أن القضاء على الإرهاب كان لا بد أن يشمل القضاء على مسبباته، وهنا كان الاتجاه إلى التنمية وتغيير الحياة المعيشية للمواطن، بالتوازي مع العمليات النوعية ضد العناصر الإرهابية بالشكل المعروف، وهذا ما أدى إلى النتائج الملموسة التي تناولتها التقارير الدولية وعلى رأسها الخاصة بالأمم المتحدة. ولفت إلى أنه تم التطرق إلى استراتيجية الدولة في مكافحة الإرهاب من خلال ثلاث محاور رئيسية؛ أمنية واجتماعية وتنموية، لذا فإن القوات المسلحة مستمرة مع كل مؤسسات الدولة في التنمية وتوفير الحياة الكريمة للمواطن، لأنه الضامن الحقيقي للقضاء على مسببات الإرهاب، مؤكدًا أهمية عدم التغافل في هذا الشأن عن معركة الوعي في المقام الأول لمقاومة التزييف المتعمد للحقائق ونشر الشائعات والأفكار الهدامة. وأكد أن مراعاة البعد الإنساني والاجتماعي عقيدة راسخة لدى القوات المسلحة، معقبًا: «نحارب الفكر المتطرف بآخر معتدل وتنمية وحياة كريمة، ومن هنا كان التعامل مع العناصر التي تسلم نفسها طواعية، بعد التأكد من الجهات القضائية والمختصة، بأنهم غير مطلوبين على ذمة قضايا». وأوضح أنه يتم التعامل مع هؤلاء، من خلال إعادة التأهيل النفسي والفكري بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة على أسس علمية، لذا فإن مجابهة الإرهاب استراتيجية متكاملة تتطلب تضافر الجهود، وهو ما عملت عليه القوات المسلحة خلال الفترة الماضية ونجحت بشكل كبير، وتستمر به في الفترة الحالية.
