قال مسؤول في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الجمعة إن إسرائيل اغتالت في دبي قائدا عسكريا رفيعا للحركة لعب دورا بارزا في الانتفاضة الفلسطينية في الثمانينات. وقال مسؤول في حماس لرويترز في العاصمة السورية دمشق أن محمود المبحوح قتل في دبي يوم 20 يناير. وأضاف أن المبحوح كان هدفا لإسرائيل منذ أن دبر لأسر جنديين إسرائيليين قبل 20 عاما. ولم يكن لدى المسؤولين في إسرائيل ودبي أي تعليق فوري. وأدلى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بخطبة حماسية أمام آلاف المشيعين اليوم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف دمشق ووصف المبحوح بأنه "رجل عظيم" حارب الإسرائيليين على مدى 30 عاما. وقال محذرا "الصهاينة" الذين اتهمهم بقتل المبحوح من أن أبناءه سيقاتلونهم وأن المقاومة ستستمر. وبمقتل المبحوح (50 عاما) تزيد قائمة من تطلق عليهم حماس "شهداء" ويشكل انتكاسة أخرى للحركة التي تتحدى إسرائيل وترفض القاء السلاح والاعتراف بالدولة اليهودية. وقتلت إسرائيل عشرات من الزعماء والشخصيات العسكرية في حماس التي تأسست قبل 20 عاما كحركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقال عزت الرشق وهو عضو في المكتب السياسي لحماس أنه ليس بوسعه الكشف عن ملابسات مقتله وأن حماس تعمل مع السلطات في دولة الامارات العربية المتحدة. وذكر الرشق أن المبحوح كان عضوا "مهما" في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس. وقال إن الكتائب سترد على مقتل المبحوح في التوقيت والمكان المناسبين ولكن حماس لن تسمح للاغتيال بأن يخرج الجهود الرامية لترتيب صفقة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عن مسارها رغم أن الصفقة تواجه صعوبات. وقال الرشق إن المبحوح ولد في قطاع غزة لكنه كان يعيش في سوريا منذ عام 1989 وأنه أغتيل بعد يوم من وصوله إلى دبي. وقال مصدر من حماس في غزة إن المبحوح كان قائدا نشطا "حتى لحظة اغتياله". ولم يقدم المصدر تفاصيل. وذكر مصدر فلسطيني آخر إنه تم العثور على المبحوح ميتا في غرفته في فندق بدبي. وكان المبحوح وضع مقاعد وراء باب غرفته كإجراء احترازي من رجل يشعر أن المخابرات الإسرائيلية تسعى لقتله منذ 20 عاما. واضاف المصدر "صدر أمر فيما يبدو بتشريح جثته وعثر على آثار للسم في جسده. كما كان المبحوح مريضا. لكن حماس تسيطر على المعلومات في هذا الشأن". وقال المصدر "كان واحدا من الرجال العسكريين للحركة ولكنه لم يكن شخصية رئيسية". وقال فايق شقيق المبحوح لرويترز في غزة إن شقيقه قتل خنقا بعد أن تلقى صدمة كهربائية وإن شخصين تورطا في قتله. وقال الرشق أن المبحوح هو الذي دبر أسر اثنين من الجنود الاسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية في الثمانينات. وقتل الجنديان في وقت لاحق. وأضاف أن القوات الاسرائيلية سجنته عدة مرات وقامت اسرائيل بهدم منزله في غزة بالجرافات. ويعيش الرشق في المنفى في دمشق إلى جانب عدد من القيادات الرئيسية في حماس. وقال دبلوماسي في دمشق أنه من السابق لأوانه القول بأن مقتل المبحوح له صلة بماضيه. وقال الدبلوماسي "الإسرائيليون عندهم ذاكرة قوية بالتأكيد لكن يصعب على المرء أن يخلص إلى نتائج بعد. قد يكون من الاسهل للإسرائيليين أن يقتلوه في دبي عن دمشق". وتريد الولاياتالمتحدة التي بدأت محاولات لرأب الصدع مع سوريا من السلطات السورية تحييد حماس كقوة مسلحة في الشرق الاوسط. وقاومت سوريا التي تسعى للتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل الضغوط الامريكية قبل سنوات لطرد قيادات حماس من البلاد. ولحماس وجود في لبنان أيضا. وقتلت قنبلة انفجرت في العاصمة اللبنانية بيروت في ديسمبر اثنين من اعضائها.