اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس إسرائيل باغتيال قائدها العسكرى محمود عبدالرؤوف المبحوح، الذى أعلنت وفاته فى فندق بدبى الأربعاء قبل الماضى، «فى ظروف وملابسات لا تزال تحتاج إلى مزيد من التحقيق بالتعاون مع دولة الإمارات»، وجاء ذلك فى تصفية اعتبرها مراقبون «ضربة إسرائيلية قاسية لحماس»، رغم أن سلطات الاحتلال التزمت الصمت، لحين مثول الجريدة للطبع. وحمّلت «حماس» فى بيان صدر من قطاع غزة «العدو الصهيونى مسؤولية الاغتيال»، وأكدت أن كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكرى للحركة، «سترد على هذه الجريمة فى الزمان والمكان المناسبين»، مشيرة إلى أن المبحوح (50 عاما) «من مؤسسى كتائب القسام»، وأنه «مسؤول عن أسر الجنديين (آفى سبورتس) و(إيلان سعدون) فى بداية الانتفاضة الأولى»، كما أنه «خطط للعديد من العمليات البطولية الموجهة للاحتلال»، وأوضح البيان أن «الشهيد كان هدفا للاحتلال منذ مشاركته فى عملية أسر الجنديين الصهيونيين»، اللذين قتلا بعد ذلك. وأعلن شقيق المبحوح أنه قتل ب«صعقة كهربائية من قبل شخصين» موضحا أن نتائج التحقيقات الأولية تؤكد «تورط» إسرائيل فى اغتياله. وقال فائق المبحوح، من سكان مخيم جباليا: «اغتيل بواسطة جهاز يحدث صعقة كهربائية ثم جرى خنقه بواسطة قطعة قماش»، وتابع أن «شخصين على الأغلب قاما بالاغتيال وفقا للمعلومات» الأولية، موضحا أنه تم تشكيل لجنة طبية إماراتية للتحقيق فى الوفاة، وأنه تم إرسال عينة إلى مختبرات باريس أثبتت اغتياله بصعقة كهربائية. من جانبه، هدد عزت الرشق، عضو المكتب السياسى للحركة، المقيم فى دمشق، إسرائيل بأن «دماء الشهيد لن تذهب هدرا وستكون لعنة على المحتل»، وأعلن أن جثمان «المبحوح» عاد فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول إلى دمشق، حيث وورى الثرى بعد صلاة الجمعة. ولم يوجه الرشق اتهاما للسلطات الإماراتية بالتساهل فى تأمين حماية المبحوح، مكتفيا بالقول إن التحقيقات جارية. وكانت كتائب القسام قد أعلنت الأسبوع قبل الماضى وفاة المبحوح فى دبى «خلال زيارة غير معلنة.. إثر عارض صحى مفاجئ نجرى تحقيقا فى أسبابه»، دون اتهام إسرائيل. وبحسب بيان «حماس»، فإن المبحوح، الذى غادر غزة عام 1989 إلى سوريا هو «أول من أقدم العدو الصهيونى على هدم بيته إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى». فى غضون ذلك، أعلن المكتب الإعلامى لحكومة دبى أن شرطة دبى تعرفت على المشتبه بهم فى جريمة مقتل «المبحوح» ومعظمهم «يحملون جوازات سفر أوروبية». وقال المكتب الإعلامى نقلاً عن شرطة دبى إن «التحقيقات الأولية ترجح أن الجريمة ارتكبت على يد عصابة إجرامية متمرسة كانت تتبع تحركات المجنى عليه قبل قدومه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة فى 19 يناير». ومن جهة أخرى، أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن دعم بلاده لأمن إسرائيل «لن يهتز»، لكنه قال إنه ينبغى الانتباه إلى محنة الفلسطينيين، وحث الجانبين على تقديم تنازلات للمساعدة على إحياء محادثات السلام، وقال، فى اجتماع حاشد فى فلوريدا، إنه لايزال يعمل من أجل جمع الجانبين على مائدة التفاوض لاستئناف عملية السلام المجمدة منذ 13 شهرا.