على عكس ما يوحى به عنوان ديوانه الأول «يوميات شاب موكوس»، يبدو الشاعر الشاب أحمد عاطف مجاهد أقرب للتفاؤل منه للتشاؤم، بل إنه يكاد ينظر أحيانا للوكسة باعتبارها دافعا للنجاح. «فى حياة كل موكوس وكسة كبيرة ربما كانت السبب فى نجاح كبير، وكل واحد أدرى بوكسته»، هكذا كتب مثلا فى مقدمة الديوان المكتوب بالعامية، الصادر حديثا عن دار ميريت، والذى يقام حفل توقيعه مساء اليوم فى مكتبة بدرخان، ويقدمه فيه الزميل الرسام وليد طاهر. مجاهد، 28 عاما، يشرح الجملة السابقة بأنها رسالة تؤكد أن ديوانه ليس دعوة للتشاؤم، وإنما دعوة للسخرية من أحوالنا كمدخل لتغيير حياتنا للأفضل. «أنا شخصيا ممكن أكون وظفت الوكسات اللى شفتها ومريت بيها فى إنى أعمل كتاب. ودى محاولة لتحويل الوكسة لحاجة كويسة أو نجاح كنت أحلم بيه». «الوكسة» طبقا لتعريف مجاهد لها نفس معنى «الخيبة»، ولكن «الوكسة» تختلف فيما تحمله من إشارات سخرية. «لو حد قال لحد جتك خيبة ممكن يزعل، لكن لو قاله جتك وكسة ممكن ما يزعلش، وممكن يضحك». و(السخرية من «الخيبة» مهمة لتجاوزها)، على حد قوله. «وكسات» مجاهد الذى تخرج فى كلية الفنون التطبيقية عام 2004 ويعمل «مصمم جرافيك» بإحدى الشركات الخاصة، تتنوع كمعظم شباب جيله ما بين مجالات كثيرة، من الحب والارتباط إلى الشغل والأحلام والمستقبل. فى الحب مثلا يقول مجاهد: فى حياتى قابلت كام بنت! على بابها فكرت أخبط دا كتير فى الحب اتكعبلت ولا عمرى عرفت أظبط أنا آخرى أكون حد جميل وكمان يتمنولى الخير بس إللى تاعبنى إن أمى نفسها تفرح وتزغرد». لكن صاحب «يوميات شاب موكوس» يعود ويؤكد والابتسامة تعلو وجهه على أنه «ليس موكوسا رسميا»، وأن أشعاره وإن كانت قد بدأت فى شكل يوميات من واقع خبراته الشخصية إلا أنها لا تعبر كلها عنه. ويضيف موضحا: «كتير من القصائد كنت بأحس فيها باللى حواليّه، وفيه حاجات كنت بأحس بجزء منها والباقى كنت بأحسه من المحيطين بيّه». «تقدر تقول إنى كنت بأعبر عن مشكلة جيل». وعن هذا الجيل يكتب مجاهد فى إحدى يومياته: «أنا من جيل لسانه تقيل نص كلامه محدش فاهمه جيل التحسين والتعديل والاتنين صعبين يتفهموا أنا من جيل الشمعدان جيل فوازير نيللى وشريهان أنا واحد من ضمن كتير أحلامهم يادوب يترسموا». «مشكلة الجيل ده»، كما يوضح مجاهد، «إنه ما عندوش قضية ونفسه يبقى ليه هدف». وهو ما عبر عنه بالشعر قائلا: «بجد.. بجد أنا فى أزمة أنا حاسس إنى ما ليش لازمة نفسى يكون ليا قضية الناس والدنيا تصدقها». وتحت هذه المشكلة الكبيرة، تتفرع مشكلات أخرى كثيرة كانت موضوعا ليومية أو أخرى من «يوميات شاب موكوس». ومن بينها مثلا «أزمة الاقتراب من سن 30»، و«الخوف من السياسة»، و«فتاوى تحريم الفسيخ» وحتى «العملات المعدنية والمخرومة». «مصر» نفسها كانت فيما يبدو مشكلة من المشكلات، إذ يكتب عنها مجاهد: «كان يوم سبت وبعده الحد آخر يوم فى الامتحانات وبذاكر وواخدها بجد وبحل فى إجابات وسؤالات شوفت سؤال من بره المنهج خلانى وأنا بفكر.. بنهج كان السؤال بتحب مصر؟ أنا قلت مفيش اختيارات». فهل «مصر» أصبحت فعلا مشكلة أو ربما أنها هى المشكلة الأم؟ يجيب مجاهد: «مفيش حد اسمه مصر. مصر هيه الظروف والحياة إللى عايشنها. ولما يكون فيه ناس كتير مش عارفه تشتغل أو تتجوز أو تتعالج يبقى أكيد فيه مشكلة؟». لكن رغم كل شىء، يعتقد مؤلف يوميات شاب موكوس أن «التفاؤل يمكن أن يكون جزءا من الحل؛ على المستويين الشخصى والعام». لكنه كما يقول «حل مشروط بأن تكون هناك خطة أو تصور ما لحاجة هتتعمل».