هل يمكن ان تعطي صوتك ل»موكوس« وتخرج وراءه تهتف »انتخبوا مين موكوس، وحبيبكم مين موكوس«. موكوس خاض الانتخابات الرئاسية الاخيرة وحصل علي 28٪ من الاصوات وحقق ثاني أكبر وكسة بعد وكسته الاولي في انتخابات 2006 حين حصل بالعافية علي 1.24٪ من الاصوات. ومع ذلك لا نستطيع ان نقول ان حياة انتاناس »موكوس« عمدة مدينة بوجوتا (عاصمة كولومبيا) ومرشح حزب الخضر المعارض لانتخابات الرئاسة الكولومبية كلها وكسات ولا يمكن ان نقول ايضا إتلم ال»موكوس« علي خايب الرجا، فالرجل فيلسوف حاصل علي الدكتوراة في الفلسفة وعميد جامعة كولومبيا الوطنية السابق، شارك في وضع دستور البلاد. سياسي خفيف الدم، ابن نكتة، تميز بالعديد من المبادرات الطريفة وهو في منصب »العمدية« فظهر في إعلان عن ترشيد إستخدام المياة وهو يستحم تحت الدش فانخفض إستهلاك المياة 40٪. وحتي يقضي علي مخالفات المرور قام بتأجير 420 ممثلا كوميديا للسخرية من مرتكبي مخالفات المرور لانه يعلم ان الكولومبيين يرتعدون من إحتمال »تريقة« كوميديان عليهم أكثر من خوفهم من غرامات المخالفات، نجحت حملة التنكيت علي خلق الله المخالفين وإنخفضت حوادث المرور القاتلة بنسبة 50٪. أما الكولومبيات فلا يعتبرن »موكوس« موكوسا، فهو حبيب حواء ونصيرها، يكفي الفكرة التي طبقها وهي »ليلة للحريم فقط« وفيها طلب من رجال العاصمة ان يلزموا في تلك الليلة بيوتهم ليقوموا بكنس ومسح البيت وغسل الغسيل وإعداد الطعام وإرضاع ورعاية الاطفال دون إرضاع الكبير، اما زوجاتهم فحصلن علي إعفاء من الاشغال المنزلية الشاقة في تلك الليلة. واصبح من حقهن ان يخرجن للفسحة وتفتح لهن الكافتيريات لتقدم مشروباتها مجانا وتقام الحفلات في الهواء الطلق. وتكون الليلة أنثوية 100٪ فتتولي الشرطيات حفظ الامن وتأمين بنات جنسهن دون دخيل ذكوري واحد. وقد ظهر حب سكان العاصمة ل»موكوس« حين عرض عليهم دفع 10٪ زيادة في الضرائب طوعا ودون إجبار، فسدد علي الفور 63 ألف مواطن الزيادة. أعتقد لو طلب الدكتور يوسف بطرس غالي نفس الشيء من المصريين، فلن يستجيب أحد حتي الوزير نفسه!. ويعترف الكثير من الكولومبيين ان ل»موكوس« ايادي بيضاء علي العاصمة كولومبيا، فقد استطاع هو وبينالوزا (خليفته في منصب العمدة) ان يحولا بوجوتا خلال 10 سنوات من واحدة من أخطر عواصم العالم من حيث شيوع جرائم القتل، الحانوتية فيها شغالين علي ودنه، الي مدينة تتمتع بالهدوء والامان الذي يرعاه سكان العاصمة أنفسهم (إنخفضت حوادث القتل بنسبة 70٪). رغم كل ذلك يظل ال»موكوس« موكوسا فقد فشل انتاناس في مكافحة الفقر والبطالة التي ظلت مرتفعة في عهده..الان.. رأيكم إيه؟ هل إنجازات موكوس تمسح وكساته باستيكة أم أن الاخيرة تجعل »الموكوس موكوس حتي لو علقوله فانوس«.