علا سمير الشربيني - جودنيوز فورمي انتشرت منذ فترة ظاهرة الكتب التي تحمل عناوين "شبابية" خفيفة تتكون من كلمات يستخدمها الجيل الجديد في حياته اليومية. ويكون الغرض الأول من هذه العناوين بلا شك هو جذب انتباه الشباب، وإفهامهم أن العنوان يعبر عن المحتوى القريب منهم ومن حياتهم واهتماماتهم. ويمكننا أن نعتبر كتاب "يوميات شاب موكوس" - للشاعر ومصمم الجرافيك الشاب أحمد عاطف مجاهد والذي صدر حديثا عن دار ميريت - من هذه الفئة من ناحية العنوان الخفيف اللطيف الذي قد يلفت انتباه البعض، لكنه قد يوحي خطأ للبعض الآخر بتفاهة المضمون. وحتى نحكم بطريقة صحيحة علينا إذن تجاوز الغلاف لننتقل إلى داخل الكتاب. يحتوي الكتاب على أشعار مكتوبة باللهجة العامية المصرية، وتحديدا 50 مقطوعة شعرية صغيرة تحمل كل منها فكرة منفصلة تمثل لمحة من حياة وإحباطات هذا الشاب "الموكوس" الذي يمثل جيلا بأكمله ولد في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن المنقضي، وتتكامل الأفكار معا لتكون لنا دفتر اليوميات. يعرض لنا الشاعر بمنتهى التلقائية من خلال كلماته البسيطة ورسومه البدائية - التي أطلق هو نفسه عليها اسم شخابيط - مجموعة من المشاكل "أو الوكسات" التي يعاني منها شبابنا، فتثقلهم بالهموم والأحزان، وتجعلهم يشيبون قبل الأوان. ومن أزمة الانتماء للوطن، والحصول على فرصة عمل، إلى الفشل في العثور على الحب وإيجاد هدف حقيقي للحياة وقضية يحيا من أجلها الإنسان، مرورا بالتدخين، وارتفاع الأسعار، والعملات المعدنية التي زادت من صعوبة التعاملات، والملل وتكرار الأحداث حتى في الأحلام، والتفاف الجميع حول كرة القدم يعلقون عليها آمالهم، ويحملون أبطالها على الأعناق، ثم يعودون عند أول هزيمة ليلعنوهم ويخرجوا كل غضبهم المكبوت من مشاكل الحياة عليهم. كل هذه المشاكل والإحباطات، وغيرها الكثير يعرضها لنا أحمد عاطف بأسلوب خفيف الدم تتكامل معه الرسوم بسيطة الخطوط - التي تكشف عن أن صاحبها لايزال يرسم بقلب طفل - لتكوّن لنا في النهاية ما يمكن أن نطلق عليه "الهم المضحك". وعن الكتابة بلغة كل يوم يقول الشاعر إنه أراد بها استقطاب كل من لا يحب القراءة، ولا يجيد اللغة الفصحى من خلال كتاب يمكن الانتهاء من صفحاته في أقل من ساعة لبساطة ألفاظه وشيوعها على ألسنة الشباب، لكن هذه البساطة الظاهرية ليست سوى فخ يدفع القاريء للتفكير والتأمل في حياته، والعودة لقراءة الكتاب من جديد بحثا عن "وكسته" الشخصية بين صفحاته. ولمزيد من التواصل مع القراء أنشأ الشاعر موقعا إلكترونيا خاصا بكتابه، وعنوانه هو www.mawkoos.com، حيث قام بتصميمه بنفسه أيضا. ونختتم مقالنا بإحدى "وكسات" أحمد عاطف مجاهد، والتي يقول فيها: نفسي في شقة أوضة وصالة العب فيها عريس وعروسة أنا مش بطلب حاجة بطالة دي حقوق جوانا محسوسة نفسي في بيبي يقلق نومي ضحكته تمسح كل همومي واسأله تاكل إيه يا حبيبي يقولي "بتاتس" مهروسة