صدر عن المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة كتاب جديد للدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي عبارة عن دليل إرشادي للمقبلين على الزواج وحديثي الزواج .ويعد هذا الكتاب أول دليل إرشاديا موجها للمقبلين على الزواج وأيضا حديثي الزواج، حيث يضيء الطريق أمام المقبلين على تجربة الزواج بتوضيح أسس الاختيار السليم ونجاح تجربة الزواج. وهذا الدليل الأول من نوعه يأتي في إطار تطبيق مشروع الحقوق الأسرية الذي تتبناه المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة وكنتاج لتدريبات التأهيل للزواج التي تقدمها المؤسسة للشباب، هذه التدريبات التي خضع لها 93 شابا وفتاة من مستويات تعليمية واجتماعية مختلفة إلى احتياج هؤلاء الشباب إلى دليل إرشادي يبين لهم التعرف على ماهية الزواج، ومعرفة الإطار العام للعلاقة الزوجية، وحدود دور كل من الزوجين،وماهية الاختلاف بين الرجل والمرأة، والكيفية التي يتم بها اختيار شريك الحياة، وكيفية مواجهة المشاكل المختلفة التي تقابلهم. وفي مقدمة الدليل طرحت د. هدى زكريا عدة تساؤلات تثار بين الشباب الآن في مرحلة التهيؤ للزواج، مثل لماذا نتزوج؟وهل الزواج يتطلب تأهيلا؟ ومن ثم كيف نختار شريك الحياة؟ وما هي الصورة المثلى للزواج الناجح وكيف نتغلب على مشكلات الزواج؟ كيفية الوصول إلى تفاهم واستقرار الأسرة؟ وما هو دور العلاقات الحميمة في نجاح التجربة؟ وما هو الاختلاف بين الرجل والمرأة؟ ويجيب الدليل الإرشادي عن التساؤلات التي تثار بين الشباب في مرحلة التهيؤ للزواج، ويؤكد أن الزواج هو حياة بين رجل وامرأة تتجه النية فيها للاستمرار مدى الحياة، ويحقق الطرفان إشباع احتياجاتهما الاجتماعية والبيولوجية وفقا لأسلوب اجتماعي يعترف به الدين والقانون والمجتمع، وأن العلاقة الزوجية يحكمها هدف عام هو تحقيق مصالح شخصية؛ فالإنسان ليس مثل الحيوان لأن الزواج غير التزاوج الذي يتم بين جميع الكائنات والذي تتحكم فيه الغريزة الجنسية وهى الدافع لزواجه، فالحيوان يتزاوج ويتكاثر بهدف لا يعرفه ولا يعيه وهو حفظ النوع، ذلك لأن الحيوان يسعى وراء اللذة فقط ولا يعي الهدف من هذه اللذة أو ما بعدها، أما الإنسان فقد جعل من الزواج نظاما اجتماعيا أساسيا ليشبع به الدوافع الطبيعية كالجنس والعواطف وكذلك لإعادة إنتاج المجتمع وحفظ النوع بصورة منظمة وشرعية. ويتطرق الدليل إلى فن التعايش بين الزوجين، فأهم عناصر الزواج هو اختيار شريك الحياة، والذي يتحقق بوجود الانجذاب بين الطرفين ووجود عوامل مشتركة في الميول والطباع والطموح والذوق والاتجاهات والأهداف المشتركة والوسط الاجتماعي، مع الأخذ في الاعتبار توفر حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسي والعاطفي والروحي. أما صراع الأدوار فهو عنصر آخر من عناصر فن التعايش يظهر بعد الزواج، فيعاني الزوج من الصراع بين أدواره كابن وكزوج وكأخ وصديق، والزوجة بين دورها كزوجة وابنة وعاملة والحنين للماضي في بيت الأهل.ويتطرق الدليل إلى الأخطاء التي يرتكبها الأزواج والزوجات؛ فمثلا أهم أخطاء الزوجة هي تقديم النصيحة للزوج دون أن يطلب منها في محاولة لتحسن سلوكه، وعدم الاعتراف بما يقوم به من أجلها، وانتقاد الزوج عندما يقدم على محاولة جديدة في الحياة أو العمل بدلا من تشجيعه. أما أخطاء الزوج فتتمثل في عدم الإنصات لزوجته وعدم الاهتمام بها، وإصراره الدائم أنه على حق، وإنكار أهمية مشاعرها والتركيز على العمل والأطفال.