فقرة واحدة وردت فى كلام الدكتور مصطفى الفقى أثارت الزوبعة التى لم تهدأ فى مصر طوال الأيام الأربعة الماضية، كانت الفقرة ردا على سؤال حول تقديره لمدى التأثير الدولى على المرشح القادم فى مصر؟.. فى رده قال الدكتور الفقى: لا أعتقد أنه سيأتى رئيس قادم لمصر وعليه «فيتو» أمريكى ولا حتى اعتراض إسرائيلى للأسف. وقد تم إبراز الإجابة ونشرها مجللة باللون الأحمر فى عناوين الحوار الذى جرى معه. وهو ما اعتبره زميلنا وائل قنديل فى «الشروق» أخطر فتوى سياسية فى مصر صدرت خلال الخمسين سنة الأخيرة. ولم يخف إن صاحبنا بما قاله وضع «يده فى عش الزنابير». السؤال وجهه إليه زميلنا الأستاذ محمود مسلم فى سياق الحوارات التى تجريها صحيفة «المصرى اليوم» حول مستقبل الحكم فى مصر. وأثارت الإجابة انتباه الأستاذ محمد حسنين هيكل، فوجه فى يوم نشرها 12/1 رسالة إلى الجريدة أبرزتها على سبعة أعمدة فى الصفحة الأولى. وفى عناوينها أن كلام الدكتور الفقى صادر عن «شاهد مالك». والعنوان الثانى جاء باللون الأحمر موجها «أسئلة ضرورية حول مقولة مصطفى الفقى (أن) الرئيس القادم يحتاج إلى موافقة أمريكية وعدم اعتراض إسرائيل». وفى نص رسالته اعتبر الأستاذ هيكل أن ما ذكره الدكتور الفقى يعد خبرا، أجاب فيه على سؤال واحد من أسئلة الخبر، وهو السؤال: ماذا؟ أى ماذا حدث. مضيفا أن حق المهنة وواجبها يستدعى بقية من أسئلة لابد لها من إجابة عليها حتى يستوفى الخبر أركانه. هناك السؤال عن متى؟ (أى متى وقع الخبر؟ ومتى أصبح اختيار الرئيس فى مصر بموافقة أمريكية وعدم اعتراض إسرائيلى). وهناك السؤال عن: كيف؟ وهناك السؤال عن: أين؟ وهناك السؤال عن: من؟ وهناك السؤال عن: لماذا؟ وأخيرا هناك السؤال عن: ثم ماذا؟ فى صباح ذات اليوم الذى نشرت فيه الرسالة 13/1، اتصلت مذيعة برنامج «صباح دريم» بالدكتور مصطفى الفقى وسألته عن رأيه فى أسئلة الأستاذ هيكل، فقال إن ما نشر على لسانه لم يكن دقيقا تماما، وأنه تحدث بوصفه أستاذا للعلوم السياسية وليس كمصدر للأخبار، ثم أغلق الخط غاضبا. وفى اليوم التالى نشرت «المصرى اليوم» ردا على رسالة الأستاذ هيكل قال فيها الدكتور الفقى، أنه ليس مصدرا للمعلومات أو الأخبار، وأنه ليس شاهد ملك ولا شاهد رئيس. لكنه تناول الموضوع من زاوية التحليل السياسى فقط، وأراد بما قاله أن يسجل اهتمام الولاياتالمتحدة بانتقال السلطة فى مصر، ومتابعة إسرائيل للموضوع. مضيفا أنه ليس فى ذلك ما يوحى بأن هناك من يطلب موافقة الولاياتالمتحدة أو رضاء إسرائيل، «لأن الوطنية المصرية هى صاحبة القول الفصل فى النهاية». الأستاذ كرم جبر ردد نفس الفكرة فى «روزاليوسف» ونقل عن الفقى قوله إنه شاهد ملك على وطنية الرئيس مبارك، كما نقل عنه اتهامه للأستاذ هيكل بأنه يحاول «تصفية الحساب معه، لأنه قام بتعرية مواقفه السياسية، ولم يستطع الرد عليه إلا بالاصطياد له فى الاجتزاء والتحليل، بحيث يضع على لسانه أشياء لم يقلها»!. زميلنا خيرى رمضان كتب فى «المصرى اليوم » (عدد 14/1) أن هذه ليست المرة الأولى التى يتحدث فيها الدكتور الفقى عن الموافقة الأمريكية على الرئيس المصرى المقبل، لأنه قالها على الهواء قبل عدة سنوات فى برنامج «على الهواء» الذى كان يقدمه الأستاذ عماد أديب على قناة «الأوربت»، ولكنه هذه المرة أضاف إسرائيل. من جانبها حلت «المصرى اليوم» الإشكال بأن غيرت من إجابته فى نص الحوار المنشور على الموقع الإلكترونى، بحيث أصبحت على الوجه التالى: لا أعتقد أنه سيأتى رئيس قادم لمصر وعليه فيتو أمريكى ولا حتى اعتراض إسرائيلى للأسف. وهى صيغة على النقيض تماما مما ورد على لسانه فى الحوار الذى نشرته الجريدة يوم 12 يناير، كما أنها مختلفة عن التصويب الذى صدر عنه فى رده على رسالة الأستاذ هيكل وتحدث فيه عن الاهتمام «الأمريكى» والمتابعة الإسرائيلية. الأمر الذى يعنى «نسخ» الإجابة الأولى واعتبارها غلطة مطبعية لا أكثر جرى تصحيحها فى أول فرصة، وكانت اللغة هى الحل!