لا أعرف أي مدرسة فكرية تلك التي يتحدث البعض عنها حين يتناولون بعض رموز النظام خصوصا أولئك الذين يستخدمون عبارات ( حمالة أوجه ) تغري البعض بأن هؤلاء النفر من الساسة ليسوا من أنصار النظام ولكن ممن يتفادون بطشه. أو أنهم ممن يمكنهم انتقاد النظام بطريقة غير مباشرة لكنهم لا يستطيعون مجاراة المعارضة لأنهم ليسوا منها أو لا يستطيعون دفع كلفة معارضة النظام الذي تربوا في حجره... البعض في ذكاء الدكتور مصطفى الفقى يمكنه أن يستخدم امكاناته وتاريخه للتسويق والترويج السياسي بطريقة قد تمر مرور الكرام على البعض ولبعض الوقت لكنها في نظري لن تطول إلا كما تطول أحلام هؤلاء بالتمتع بالسلطة طويلا !! كتبت غير مرة عن د. مصطفى الفقي بعد أن قرأت معظم مقالاته ولم أجد فيها ما يغري سوى أنه قرر الوقوف في المنطقة الدافئة والآمنة وهي منطقة الوسط ، فلا هو يريد أن يقول ما يعرفه عن النظام بصراحة ولا هو يريد أن يقف موقف المؤيد التام والمتناهي مع النظام ولو علانية ، لكن موقفه الأخير والذي أعلن عنه في تصريحاته للمصري اليوم يؤكد أن الرجل يسوق للنظام ويقدم خدمات أكثر فائدة من أولئك الذين يدافعون عن النظام بطريقة مفتوحة أو ( غشيمة كما نقول في العامية) الفقي ومن خلال الحوار أجاب على النحو التالي : (إذن نستطيع القول بأن جمال مبارك هو مرشح الحزب الوطنى فى حالة فراغ المنصب؟ - المرشح المنتظر للحزب فى حالة فراغ المنصب. ■ وماذا عن موقف المؤسسة العسكرية؟ - أعتقد أن المؤسسة العسكرية ستبارك ذلك. ■ ويصبح جمال مبارك أول رئيس مدنى لمصر؟ - هو رئيس مدنى لكن ابن رئيس عسكرى ، وأن اختياره أكثر طرق الاستقرار فى ظل عدم وجود نائب للرئيس وفى ظل تعدد الأسماء المطروحة ( انتهى الاقتباس ) أي أن الفقي يقول وبملأ فيه أنه مع التوريث ولكن كونها كلمة ثقيلة فلم يأت على ذكرها ولكن لسوء حظه فقد وقع في المحظور حين ذكر أن (وتعيينه أو اختياره جزء من الولاء لابيه أولاً ) إذن نحن الشعب المصري مفروض علينا أن ندفع فاتورة حكم الأب وهي فترة لا يمكن أن تكون الأفضل على الاطلاق حتى نكافئ الأب في صورة تعيين او اختيار الابن لمدة أو مدد قد تصل الى عشرين او ثلاثين عاما ... الفقي يقول لنا هذا سيحدث ويهددنا بقوله أن ( المؤسسة العسكرية ستبارك ذلك ) إذن مصطفى الفقي ليس مفكرا بل مسوقا سياسيا يعرف ماذا يبيع ولمن يبيع ومتى يبيعه وعبر أي وسيلة يمكنه بيع ما يريد ... الفقي يقول لنا أن تعيين نائب ( كحل وسط ) لأزمة الحكم المقبلة هو أمر فات ميعاده (الوقت متأخر للغاية ولا أعتقد أن هذا الأمر وارد وقد بقى على تجديد انتخاب الرئيس قرابة أقل من العامين.) أي أن الفقي يعرف المطلوب ولكنه يصادر عليه بحجة الوقت رغم أن سنتين ليست فترة بسيطة !! الفقي تجاوز الحدود وأنكر على الشعب المصري حق الرفض أو الموافقة وأعطاه لجهات داخل الدولة ولم ينس أن ( يرش ) رشّة جريئة على الخارج ولم لا .. ! الفقي يقر بدور أمريكا واسرائيل وليس الشعب المصري في حق الاختيار أو الاعتراض على من يرشح نفسه للرئاسة وكأن امريكا أو اسرائيل هي التي تحكمنا أو كلتاهما معا يقول لا فض فوه ( لا أعتقد أنه سيأتى رئيس قادم لمصر وعليه فيتو أمريكى ولا حتى اعتراض اسرائيلى للأسف ) ثم يطلق الرجل قنبلته التسويقية قائلا ( وأعتقد أن الترحيب بالسيد جمال مبارك لديهم أكثر من غيرهم لسبب بسيط أنهم يرون أن الذى تعرفه خير من الذى لا تعرفه.) هكذا يغازل الفقي الخارج ( اللي تعرفوه أحسن من اللي ما تعرفهوش ) يا سلام على الفكر والمفكرين والتفكير والابداع والبيع حين يجتمعون معا ... يدرك الفقي أن الحديث عبر المصري اليوم هو في مجمله حديث موجه للخارج وهو يعرف ذلك جيدا وهو في غمرة حماسته قال أشياء ضبط متلبسا بها كما قال الاستاذ هيكل في رده على الجريدة ( شاهد ملك ) ولكنه وفي اليوم التالي عاد لينكر انه شاهد ملك او شاهد رئيس ... وأعتقد أن الجملة الصحيحة هي ( شاهد زور ) . وحسب قوله فإن الفقي يعتقد أنه يقدم خدمات تطوعية لوجه الله دون استشارة او تعليمات من أحد .. خدمات مجانية ( يعني ) . ليس عيبا أن ينحاز الدكتور الفقي لجمال مبارك أو لغيره فهذا جقه ،كما أنه حق أصيل لجمال مبارك أو لغيره الترشح ونيل ثقة البعض لكن القضية هي الوضوح والصراحة .... وفي رأيي كتابات الفقي المؤيدة للتوريث شكلا ومضمونا لن تتوقف وإن حاول تلبيس المسألة لباسا دوليا أو اقليميا ولكنه وكما ذكرت ( بياع شاطر ) ولكنه لا يستطيع أن يصمد في مواجهة اعلامية على الهواء منذ أن احتل مقعده في البرلمان بطريقة مشكوك فيها !!! آخر السطر لما الليل تزيد عتمته أوعى تلعن الظلام إِلعن ابوه أو خالته أو عمته بس اِوعى تقرّب م النظام ! وعجبي [email protected]