هدد علماء اليمن بالدعوة إلى الجهاد فى حال حصول أى تدخل عسكرى أجنبى فى البلاد، وذلك خلال مؤتمر صحفى فى صنعاء أمس، وذلك فى وقت صدرت دعوات فى واشنطن باستخدام الطائرات من دون طيار فى شن هجمات على لقاعدة فى اليمن. وقال العلماء، فى بيان تلى خلال المؤتمر الصحفى، إنه «فى حال إصرار أى جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد أو التدخل العسكرى فإن الاسلام يوجب على أبنائه جميعا الجهاد لدفع العدوان». وحمل البيان، الذى تلاه الشيخ عارف الصبرى العضو فى البرلمان، توقيع 150 عالم دين يمثلون مختلف المناطق اليمنية. وشدد البيان على «الرفض الكامل لأى تدخل خارجى سياسى أو أمنى أو عسكرى فى شئون اليمن، ورفض اى وجود أو اتفاقية أو تعاون أمنى أو عسكرى مع أى طرف خارجى يخالف الشريعة الاسلامية». كما أكد العلماء «الرفض المطلق لإقامة أى قواعد عسكرية فى الأراضى اليمنية أو مياهها الإقليمية». ومن بين الموقعين على البيان الشيخ عبدالمجيد الزندانى، وهو رجل دين يمنى نافذ تتهمه واشنطن بدعم الإرهاب، وقد كان حاضرا أيضا خلال المؤتمر الصحفى. ورفضت صنعاء أى تدخل عسكرى أجنبى فى أراضيها، فى حين أكد البنتاجون أن الدور الامريكى فى اليمن محصور بالتدريب والاستخبارات. من جهة اخرى، قال العضو البارز فى مجلس الشيوخ الأمريكى عن ولاية ميتشجان السيناتور كارل لفين «إن الولاياتالمتحدة يجب أن تبحث استخدام الضربات الجوية مثل شن هجمات بطائرات بدون طيار فى محاربة المتشددين فى اليمن ممن يهددون الأمن الأمريكى». وأضاف ليفين أن الضربات الجوية والأعمال السرية وتكثيف المساعدات العسكرية الأمريكية لليمن من بين الخيارات التى يجب بحثها للتعامل مع التهديد من جانب متشددى القاعدة هناك. ويأتى ذلك قبل عقد أولى جلسات التحقيق فى حادثة فشل أجهزة الاستخبارات الأمريكية فى توقيف الشاب النيجيرى عمر فاروق عبدالمطلب الذى حاول وفشل فى تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق مدينة ديترويت يوم عيد الميلاد، الأسبوع المقبل، والتى سيتحدث أمامها مسئولو مكافحة الإرهاب والأمن الداخلى أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكى أمس كل من جانيت نابوليتانو، وزيرة الأمن الداخلى، ودينيس بلير مدير المخابرات العامة، ومايكل ليتير مدير وحدة مكافحة الإرهاب. ومن المعروف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) خلال رئاسة أوباما قامت بتوسيع هجماتها باستخدام طائرات بدون طيار ضد أهداف القاعدة وطالبان على الحدود بين أفغانستان وباكستان. وفى سياق ذى صلة، عبر ساسة فى اليمن عن خشيتهم من أن يؤدى مؤتمر دولى حول اليمن سيعقد فى العاصمة البريطانية لندن أواخر الشهر الجارى إلى إعطاء الدول الغربية حق التدخل العسكرى فى اليمن. فمن جانبه، رأى الأمين العام للتنظيم الوحدوى الناصرى سلطان العتوانى ان مؤتمر لندن «لن يخرج عن مؤتمرات سابقة عقدت من أجل أفغانستان والعراق «قبل غزو البلدين، حسبما ذكر موقع يمن نيوز الإخبارى أمس. وقال العتوانى: «المؤتمر سيستخدم الدعم المالى «كورقة ضغط على الحكومة للتدخل المباشر فى شئونها». وأضاف: «الدول الاستعمارية اليوم بدأت تعود من النوافذ بعد أن خرجت من الباب، معتقدا بأن استدعاء السلطة للأجانب هو لضرب تحركات الخصوم السياسيين والحركات السلمية الموجودة فى الساحة». لكن البرلمانى المستقل أحمد سيف حاشد رأى من جانبه أن عدم قدرة السلطة على حل الأمور، ستؤدى بالتأكيد إلى إثارة المخاوف الدولية. وتوقع استخدام سلاح الجو الأجنبى لضرب بعض الأهداف فى اليمن «وهو احتمال كبير، لكنه يتوقف على مدى التداعيات التى ستحصل فى اليمن خلال الفترة المقبلة»، على حد قوله. من جهة أخرى، رأى إدموند هول، سفير الولاياتالمتحدة إلى اليمن من 2001 إلى 2004، أن الأمريكيين لا يفهمون اليمن جيدا، «لأن اليمن لديه 5 آلاف عام من التاريخ والسياسات المعقدة والتحديات الاقتصادية الصعبة». وأوضح ان سيطرة الحكومة اليمنية لا تتعدى حدود العاصمة صنعاء. وحذر هول من خطر تجاهل لحكومة للقبائل لأن ذلك يجعلها معرضة لفكر القاعدة. وأشار الكاتب إلى أن ما قد يمثل خطرا هو «اتحاد المجاهدين» من ذوى الخبرات القتالية فى أفغانستان والعراق وغيرها»، وأيضا سقوط ضحايا بين المدنيين أثناء عمليات مكافحة الإرهاب مما قد يثير غضب القبائل اليمنية.