نجا حكيم الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع القاعدة أمس من صاروخ أمريكي أطلق في شمال غرب باكستان حيث غادر المكان قبل شن الهجوم، وهو ما اعتبره محلل باكستاني هجوم نوعي يعكس بحث واشنطن عن نصر معنوي تتخطى به هيمتها الاستخباراتية في أفغانستان. وكان مسئولون أعلنوا في وقت سابق أن الصواريخ التي أطلقت من طائرة أمريكية بدون طيار في وقت مبكر الخميس في منطقة نائية على الحدود بين وزيرستان الشمالية والجنوبية حيث معقل حركة طالبان الباكستانية، أدت إلى سقوط عشرة قتلى على الأقل. وقال المتحدث باسم طالبان الباكستانية عزام طارق أن "حكيم الله محسود كان موجودا في نفس المكان في شاكتوي حيث وقع الهجوم بالطائرة بدون طيار". وأضاف "لكنه كان قد غادر المكان عند وقوع الهجوم، وهو على قيد الحياة وسالم". وفي تصريح للشروق عبر الهاتف من إسلام أباد، رأى عمر فاروق المحلل الباكستاني المتخصص في الشؤون الأمنية أن الضربة الجوية الأمريكية تعكس رغبة من واشنطن في تخطى الفشل الاستخباراتي الذي منيت به مؤخرا في أفغانستان وأدى إلى تفجير عميل مزدوج لنفسه ليقتل ثمانية من رجال المخابرات. وقال إن الهجوم الأمريكي يدل على ورود معلومات جديدة للمخابرات حول المواقع الآمنة التي يتواجد بها قائد الحركة. وأضاف أنه في وسط هزائمها في أفغانستان، تبحث واشنطن نصر معنوي في باكستان يعيد لها الثقة في قدراتها الاستخباراتية من جديد". وأوضح أن الولاياتالمتحدة "لديها ميزة نسبية في باكستان، حيث يقاتل الجيش الباكستاني بضراوة ضد طالبان وتنصاع حكومة إسلام أباد الضعيفة لكافة التوجيهات والأوامر الأمريكية، وهو ما يعطي مجالا لواشنطن لتحقيق نجاح نوعي ضد طالبان يعيد لها بعض من ماء الوجه الذي فقدته في أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان بشكل واسع.