بعد مرور 9 أشهر من تفكيكها من أجل تطويرها أعادت محافظة الفيوم تركيب اثنتين من سواقي الهدير بمحافظة الفيوم ليعود هدير السواقي وصوت تدفق المياه من جديد وسط أكبر ميادين المحافظة. وصرح الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم أنه تم تركيب ساقيتين بعد تجديدها ومتبقى 2 آخرين سيتم تركيبها قريبا بعد الانتهاء من عملية التجديد وأوضح أن عملية تطوير الميدان راعت النسق الحضارى وإبراز الطابع البيئي والحضاري الذي يتلاءم مع طبيعة محافظة الفيوم، بالإضافة إلى الحفاظ على مكتسبات الموقع من وجود قصر الثقافة والسواقى وفندق قارون ومحطة السكة الحديد ومجرى بحر يوسف وكذلك النصب التذكاري. وأضاف محافظ الفيوم، أنه تم مراعاة الدراسات المرورية والمظهر البيئي والحضاري للموقع بشكل عام لتنفيذ مخطط تطوير متكامل يحقق عائدا اقتصاديا للمحافظة من خلال إقامة عدد من الكافتيريات والمطاعم والبازارات السياحية ليتحول الميدان الى منطقة جذب سياحي بالإضافة إلى وجود مناطق مجانية مفتوحة للمواطنين. وأشار أن أعمال تأهيل وتطوير الميدان تشمل المنطقة الواقعة بين قصر الثقافة وفندق قارون، والتى تشمل أماكن تقديم الخدمات من مطاعم وكافيهات، وأكشاك لعرض منتجات الحرف اليدوية ومساحات مائية وأخرى خضراء وتنفيذ محاور مرورية منعًا للتكدس والزحام بالمنطقة. من جانبه اكد الدكتور محمد التوني معاون محافظ الفيوم والمتحدث الرسمي للمحافظة أن أعمال التطوير التى سيتم تنفيذها بالميدان تشمل إقامة مسرح مفتوح على السواقى و16 كافتيريا ومطعم و8 بازارات، وممر مشاة مطل على بحر يوسف مباشرة ومقاعد مفتوحة وبرجولات ومسطحات خضراء وساحة انتظار للسيارات وساحة نصب تذكارى للشهداء بالإضافة إلى إقامة دورات مياه بها أماكن مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة مؤكدا أنه تم الانتهاء من تنفيذ 70% من المشروع يذكر أن سواقي الهدير تدار بقوة دفع المياه وتستخدم في نقل المياه من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى دون وجود دواب أو آلات وبالمحافظة أكثر من 200 ساقية موزعة في جميع أنحائها، ويعد أشهرها السواقي الأربع الموجودة في ميدان السواقي أشهر ميادين الفيوم، ويعود تصنيع سواقي الهدير بالفيوم إلى أكثر من ألفي عام حيث ابتكرت في العصر البطلمي بعد أن اتجه المصري القديم إلى الزراعة في الفيوم ذات الطبيعة الخاصة فهي عبارة عن منحدرات تبدأ في الجنوب عن ارتفاع 26 متراً فوق سطح البحر، وتنتهي بارتفاع 44 متراً تحت سطح البحر شمال المحافظة عند شواطئ بحيرة قارون، ولحاجة الفلاح القديم لري أراضيه من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى كان عليه أن يفكر في وسيلة لرفع الماء إلى الأرض الزراعية.
