تعد حادثة الخانكة فى العام 1972، أولى حوادث الفتنة الطائفية بشكلها المعهود حاليا عندما حاول بعض الأقباط تحويل منزلهم بالخانكة إلى كنيسة، مما أدى إلى مواجهات مع المسلمين، ووقتها أرسل البابا شنودة الثالث، بابا الأقباط الأرثوذكس، وفدا كنسيا لإقامة الشعائر الكنسية فى المنزل محل النزاع، كنوع من التحدى للرئيس الراحل أنور السادات إذ كانت العلاقة متوترة بين السادات والبابا الجديد الذى لم يكن قد مضى عامٌ على توليه سدة البابوية حينذاك، بحسب ما ذكره الكاتب محمد حسنين هيكل فى كتابه «خريف الغضب»، وانتهى الأمرُ بلجنة تقصِّى حقائق شكلها البرلمان برئاسة الدكتور جمال العطيفى، زارت أماكن الأحداث، والتقت شيخ الأزهر فى ذلك الوقت الشيخ محمد الفحام، والبابا شنودة الثالث، وأصدرت تقريرا فى نهاية عملها. وبعد حادثة الخانكة كانت أحداث الزاوية الحمراء فى عام 1981، والتى تناولها السادات فى إحدى خطاباته بمجلس الشعب، وبعدها بدت تلك الحوادث عادية ومتكررة تتصاعد أحيانا وتخفت أحيانا وإن قلت فى بداية عهد الرئيس حسنى مبارك وحتى منتصف التسعينيات وذلك لانشغال البلاد بمكافحة الإرهاب وإن ظل الأقباط مستهدفين من جانب المتشددين سواء بالسرقات أو بالقتل. لكن حوادث العنف الطائفى أطلت بوجهها من جديد فى قرية الكشح بمحافظة سوهاج فى شهر أغسطس من العام 1998، والتى عرفت بأحداث الكشح الأولى، واندلعت على خلفية قضية ثأر بين عائلة مسلمة وأخرى قبطية، وبعدها بعامين ومع دخول الألفية الثالثة كان الكشح أيضا على موعد مع الفتنة فى أحداث الكشح الثانية على خلفية نزاع بين تاجر مسلم وتاجر قبطى والتى أسفرت عن مقتل 22 شخصا بينهم 21 من الأقباط بالقرية. وبعدها مرت مصر ببعض الحوادث الصغيرة، ولكن الأعوام الماضية شهدت عدة حوادث كبرى بداية بوفاء قسطنطين وهى زوجة أحد القساوسة أسلمت وأثارت أزمة ومرورا بفتنة محرم بك على خلفية مسرحية بعنوان «كنت أعمى والآن أصبحت مبصرا». هذه المسرحية مثلها شباب أقباط بكنيسة «مارى جرجس» فى حى «محرم بك» وتكررت مشاهد العنف الطائفى فى الإسكندرية أكثر من مرة. وفى عام 2007 شهدت قرية بمها التابعة لمركز العياط بالجيزة أحداثا طائفية أسفرت عن حرق نحو 20 منزلا ومتجرا وإصابة عدة أشخاص من الطرفين بسبب اعتزام أقباط القرية تحويل أحد المنازل إلى كنيسة لإقامة الشعائر الدينية، وانتهى الأمر بجلسة صلح عرفية بين الطرفين. وفى أكتوبر من نفس العام اندلعت مصادمات أخرى بين الأقباط والمسلمين فى مركز سمالوط بالمنيا بسبب شائعة عن اعتزام دير قبطى شراء 5 أفدنة مجاورة له وضمها إلى مساحته، وأسفرت عن إصابة 12 شخصا، واعتقل على خلفية تلك المصادمات 40 شخصا من الطرفين أفرج عنهم بعد جلسة صلح عرفية. وفى ديسمبر عام 2007 وقعت مصادمات طائفية عنيفة فى مدينة إسنا التابعة لمحافظة قنا بصعيد مصر استمرت 24 ساعة إثر مشاجرة بين تاجر قبطى وسيدة منتقبة طالبها بالكشف عن نقابها لشكه أنها سرقت بضاعة من متجره، واعتقل على إثر تلك المصادمات 25 شخصا من الطرفين، أفرجت عنهم النيابة بعد جلسة صلح عرفية. ويعد الحادث الطائفى الأبرز فى الفترة الماضية هو حادث دير أبوفانا، فى مايو 2008، حين هاجم عربان من البدو المسلمين دير أبوفانا بمحافظة المنيا بالأسلحة واختطفوا 3 رهبان، وقُتل شاب مسلم بطلق نارى مجهول المصدر، بسبب النزاع على وضع اليد على أراض مملوكة للدولة، واعتقل على إثر الحادث قبطيان، بتهمة قتل الشاب المسلم، وعلى الرغم من عقد جلسة صلح بين الطرفين برعاية اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا وبحضور ممثلين عن الكنيسة القبطية، فإن البابا شنودة لايزال عند موقفه بأن مشكلة دير أبو فانا لم تحل بعد. وفى يونيو عام 2008، شهدت قرية النزلة بمحافظة الفيوم بصعيد مصر مصادمات بسبب اختطاف سيدة أشهرت إسلامها وتزوجت مسلما وأنجبت منه واستمرت المصادمات حتى تمت إعادة السيدة إلى زوجها. وشهد العام الماضى فى نصفه الأول 9 حوادث طائفية حسب «المركز المصرى للتنمية والدراسات الديمقراطية»، و«الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطى» أربعة منها بمحافظات الوجه البحرى، تتوزع على محافظات الدقهلية والغربية والإسكندرية، فيما شهدت أربع محافظات بالوجه القبلى خمسة حوادث طائفية، بواقع حادث واحد ببنى سويف، وآخر بمدينة الأقصر، وثلاثة حوادث بالمنيا. وشهد شهر يوليو الماضى نحو أربعة حوادث أخرى ليرتفع العدد إلى 13 حادثا طائفيا. وفى سبتمبر تسبب لعب أطفال فى وقوع مصادمات طائفية بين مسلمين ومسيحيين فى إحدى قرى محافظة المنيا فى إشعال الفتنة أسفرت عن إصابة 3 من المسلمين ومثلهم من الأقباط. وفى اكتوبر اندلعت مصادمات بين المسلمين والمسيحيين،، فى مركز دير مواس بمحافظة المنيا على خلفية ترميم كنيسة مارجرجس النزلة». فقد تجمع عدد من المسلمين من سكان المركز وهدموا سقالة كانت تستخدم فى ترميم الكنيسة لاعتقادهم بأن الكنيسة توسع مبانيها أو تشيد مبانى إضافية. وفى أكتوبر لقى قبطى فى ديروط بأسيوط مصرعه بسبب علاقة غير شرعية جمعت ابن القتيل القبطى، بفتاة مسلمة، الذى قام بتصويرها فى أوضاع مخلة ووزع الصور على أسطوانات مدمجة، مما أثار أقارب الفتاة فتربصوا بوالد الشاب وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص أرداه قتيلا. وأعقب مقتل والد الشاب القبطى مصادمات طائفية شملت إحراق عدد من واجهات الكنائس وإلقاء الطوب والحجارة على منازل ومتاجر المسيحيين فى المدينة، وهو ما دفع الشرطة إلى تعزيز وجودها فى المدينة، واعتقال 19 شخصا من الطرفين لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات. وفى نوفمبر اندلعت مصادمات طائفية بين المسيحيين والمسلمين بعد أحداث فرشوط على خلفية اعتداء شاب قبطى على طفلة مسلمة، لتشهد القرية مصادمات ويتم تحطيم نحو 20 متجرا مملوكة لمسيحيين فى 3 قرى بالمحافظة.