على فتوح، 36 عاما، سائق بهيئة النقل العام، يتمنى أن يسمع بعض الأخبار السعيدة مع دخول عام 2010، ولكنه يرى أن هناك أشياء بعيدة المنال «الواحد بيتمنى حاجات كتير كل سنة». يعمل على فتوح بهيئة النقل العام منذ 14 عاما، ومنذ أن التحق بعمله لم ير أى جديد فى الأتوبيسات التى يقودها أو زيادة فى الراتب الذى يتقاضاه، ولم يقترب حتى من مكان عمله فى المظلات، وغيرها من الأمنيات التى يتمناها كل عام إلا أنه لم ير تحقيقها حتى الآن كما أنه لم يفقد الأمل فى تحقيقها. «من ساعة ما اشتغلت وعمرى ما شفت اتوبيسات جديدة، ويا ريتها نافعة، دى طول الوقت بتعطل منا فى الطريق، والزباين بيمسكوا فى خناق السواق». فى الوقت الذى يتمنى فيه فتوح بتغيير الأتوبيسات إلا أنه يخشى ارتفاع أسعار التذاكر فى نفس الوقت، فيقول «مش بعيد الأتوبيسات تتغير، بس أكيد هيرفعوا سعر التذكرة وساعتها برضه الزباين ها يمسكوا فى خناقنا». يستيقظ على فتوح كل يوم فى الرابعة صباحا ليتسلم عمله فى الساعة الخامسة حتى الثالثة بعد الظهر. «باصحى الساعة 4، وأطلع بالأتوبيس الساعة 5 وأنا ساكن فى قها، بس باحمد ربنا عشان فى زمايلى ساكنين أبعد منى». لم يحقق على فتوح إلا حلما واحدا منذ سنوات، عندما ترك مسكنه فى مدينة نصر وأتى إلى مدينة قها، إلا أنها تظل بعيدة عن مقر عمله وهو «جراج المظلات». لا يشكو فتوح من مساحة منزله، لأن أسرته صغيرة، «عندى محمد ومريم فى ابتدائى ومراتى، والشقة حجرتين وصالة، مش طمعان فى أكتر من كده». يحلم على فتوح بتعليم أطفاله فى الجامعة، إلا أنه يخشى ارتفاع مصروفات الدراسة مع تقدم أطفاله فى السن، «أنا أصلا مرتبى 300 جنيه، وبناخد عيدية فى العيدين 200 جنيه، نفسى أعلمهم تعليم عالى وأدخلهم الجامعة، بس ما باليد حيلة». أما آخر ما تمنى على فتوح تحقيقه ولكنه يعلم جيدا أنه لن يتحقق فى عام 2010، فهو احترام المسئولين وجمهور النقل العام للسائق. «لولا السواق ما حدش من اللى بيركب الأتوبيس ها يوصل شغله أو أى مكان رايحه، ومع ذلك ما حدش بيحترمنا، ده غير المسئولين اللى بيتجاهلونا ومش معبرنا، بس أنا عارف إن السواقين مش ها يكسبوا احترام حد إلا فى 2100».