لم يكن عادل ليقبل بحال عصام. عادل يعمل بأحد مصانع الطوب فى قرية ميت العز بالدقهلية. عادل المتخرج فى كلية حقوق رفض العمل «ب700 جنيه فى الشهر علشان دول ما يعملوش حاجة». عادل البالغ من العمر، 28 سنة، يكسب «حوالى 3000 جنيه أو أكتر ساعات من الشغل فى مصنع الطوب. صحيح باشتغل من الساعة ستة الصبح للساعة خامسة المغرب بس باعمل قرش»، يقول وهو يشعر بالأسف. أسف عادل منبعه اضطراره لقبول عمل لا يتناسب مع الدراسة التى حصلها والشهادة التى حصل عليها بعدما بذل والده الموظف المتوسط الحال كل ما فى وسعه من أجل أن يمنحه واخواته البنات تعليما وشهادة. «أنا مش قايل لحد إنى باشتغل فى مصنع طوب، ولا أى حد. أنا باقول انى باشتغل فى مكتب محامى فى مصر وبس ابن خالتى عرف لأنه كان بيدور على شغل وقلت حرام أساعده بس حلف على المصحف ما يقولش لحد»، يطرق عادل ويجفل عندما يرى كاميرا الشروق ويصر إنه لا يقبل أن يتصور. «أنا هافضل مخبى لغاية لما أعمل قرش اتجوز بيه واساعد البنتين (أختين له) اللى لساه ما اتجوزوش... بعد كده هاخد شغلانة ان شاء الله ب700 جنيه علشان اتجوز وبعدين أدور على أى سفرية بره... بس هو فين بقى الشغل بره.. حتى ده بقى صعب،» يضيف عادل قبل أن يذهب لمشرف المصنع الأمى السقيم الذى يذكره بسخافة أنه «مش هيقضى النهار فى أحاديث صحافية».