ثمن الدكتور موسى أبومرزوق اأبو مرزوق: نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس ورئيس وفدها إلى حوار القاهرة فى حوار خاص مع «الشروق» اأبو مرزوق: جهود القاهرة لإنجاح الحوار الوطنى الفلسطينى الشامل الذى يجرى برعايتها، واعتبرها ضامنة لتنفيذ الحوار الذى يتوقع له النجاح، وبعث برسالة للشعب الفلسطينى مفادها أنه «لا يجوز لنا أن نخرج من القاهرة بغير التوافق، لأن القضية الفلسطينية لم تعد تحتمل الانقسام السياسى»، وتطرق لملف الأسرى الذى قال إنه لم يغلق و«نحن مستعدون لإتمامه وفق الاستحقاقات المطلوبة» وإلى تفاصيل الحوار... الشروق: هل يمكن أن تطلعنا على ما توصلت إليه اللجان الخمس فى حوار القاهرة من نتائج حتى الآن؟ اأبو مرزوق: على مدار الأيام العشرة الماضية وباجتماع كل الأطراف الفلسطينية، كانت هناك فى البداية مساحة واسعة من التباين السياسى الذى أخذ يضيق يوما بعد يوم، ولذلك أعتقد أننا كنا أمام مساحة من الافتراق السياسى ليست بسيطة، وطول الزمن فى الحوار دليل على جديته، وعلى أهمية القضايا التى تتطلب التوافق من الجميع وسنبقى نتحاور حتى نخرج باتفاق نوحد به الصفوف والكلمة ونحافظ به على ثوابتنا إن شاء الله. ونبدأ أولا بلجنة المصالحة الوطنية وكانت هى أولى اللجان التى انتهت إلى الخروج بميثاق شرف فلسطينى لحقن الدماء وإنهاء الصراع على الأرض ونحن تصالحنا من أول يوم. أما فى لجنة منظمة التحرير فلم يعد هناك خلاف إلا حول كلمة واحدة بسيطة، تتعلق بتوصيف شكل القيادة الفلسطينية خلال الفترة الانتقالية ما بين اللحطة الآنية وحتى يتم انتخاب المجلس الوطنى الفلسطينى، وتوصلنا إلى تأسيس لجنة قيادة تتبع آلية القاهرة 2005 التى تمثل فيها كل الفصائل الفلسطينية وسننتهى إلى صيغة توافقية حولها. وفى قضية الانتخابات ضاقت أيضا الفجوات ولم يبق عالقا إلا الآلية، هل ستجرى وفق القانون الحالى أى تمثيل مختلط «نسبى بالإضافة إلى دوائر» أو نسبى كامل، وأعتقد أن هناك حوارا إضافىا حول هذه النقطة فى محاولة للوصول لرؤية توافقية ترضى الجميع. حيث إننا فى حماس نرى أن الأفضل لنا ولاعتبارات وطنية أن يكون التمثيل المختلط هو القاعدة الانتخابية، وذلك لسبب بسيط هو أن العدو الصهيونى جرم أى قائمة تتبناها حماس وتحاكم من يدرج عليها، ومن ثم لا نريد للعدو أن يتدخل فى الانتخابات الداخلية ليعزل فريقا ويثبت آخر، فما بين 36 -40 من نواب حماس سجنوا شهرا لانتمائهم لقائمة التغيير والإصلاح. أما لجنة الحكومة فلن تكون إن شاء الله عقبة، فمازال برنامج حكومة الوحدة الوطنية يحتاج للإجابة على الكثير من التساؤلات حول قدرته على تجاوز متطلباتنا فى المرحلة الحالية من كسر للحصار وإعادة الإعمار والتعاون مع المجتمع الدولى. الأمر الذى نحتاج فيه لمساعدة من إخواننا فى مصر وفى إطار التوافق الوطنى حتى نتمكن من حمل هذا الاتفاق للمجتمع الدولى وتسويقه. وتبقى أيضا نقطة بحاجة إلى نقاش وهى الإجراءات المتعلقة بتوحيد المؤسسات التابعة للسلطة الفلسطينية، لأنه فى فترة الخلاف كانت هناك مؤسسات فى القطاع وأخرى فى الضفة وسنعمل سويا على إعادة هذه المؤسسات كوحدة واحدة فى السلطة الفلسطينية ونرفع ماننتهى إليه إلى اللجنة العليا التى ستدفع به إلى لجنة الصياغة. وأما تشكيل الحكومة فسنخرج بحكومة انتقالية مؤقتة وذات مهام محددة هى إعادة الإعمار والوحدة الوطنية وتوحيد أجهزة السلطة وهى مهام ثقيلة، ولكن هذه الحكومة سيكون لها شأن كبير فى المستقبل الفلسطينى عليها أن تسلم الأمانة للحكومة القادمة إن شاء الله. الشروق: كيف تنظرون إلى متطلبات الوضع الدولى والعربى الراهن، وكذا الاشتراطات الخاصة بتمويل إعادة الإعمار؟ اأبو مرزوق: سؤال مهم، لأن هناك الكثير من خلفياته تطرح فى الحوار، فبلا شك لابد من التوافق على رؤية موحدة حول التعامل مع متطلبات الوضعين الإقليمى والدولى وهناك قرارات القمم العربية والشرعية الدولية والتزامات منظمة التحرير. ونحن نقول إننا سنتعامل فى المستقبل مع المجتمع الدولى الذى يمول مشروع الإعمار الآن وله رؤية فى الصراع ورؤية فى الحوار وهو بالمناسبة ليس جمعية خيرية ليدفع لفئة من الناس المليارات دون اشتراطات معينة ونحن ندرك أنه من الممكن أن يمنع ما يمنحه، لكن من دون التنازل عن منطلقاتنا السياسية. الأمر الأخير المتعلق بالزاوية العربية بين التوافق والاختلاف حول القضية الفلسطينية، لابد أن نؤكد على أن القضية الفلسطينية هى قضية عربية، لكن لا نريد للخلاف السياسى أن ينعكس عليها، وإن كان الانقسام العربى هو سابق للانقسام الفلسطينى ولا يجب أن نحمل الانقسام العربى على ظهر الانقسام الفلسطينى. الشروق: الحوار الفلسطينى فى القاهرة الذى نأمل أن يكتب له النجاح بعد أيام. ما هى آليات ضمانه وتنفيذه على الأرض فى المستقبل؟ أبو مرزوق: الضمانة الرئيسية هى التوافق فى التوصل إلى وحدة الشعب الفلسطينى وأن نعيد بناء منظمة التحرير لتكون مظلة واحدة لكل الشعب الفلسطينى، ثم هناك رعاية مصرية وهذا أكثر من كاف كضمانة لتنفيذ آليات القاهرة 2009. الشروق: ما هى الرسالة التى تريد أن تبعث بها للشعب الفلسطينى من حوار القاهرة؟ اأبو مرزوق: رسالتنا لشعبنا الفلسطينى أنه لا يجوز لنا أن نخرج من القاهرة بغير التوافق لأن القضية الفلسطينية لم تعد تحتمل الانقسام السياسى ولا يمكن أن يبقى شعبنا الفلسطينى مشردا على إثر الخلافات السياسية. سنجتمع تحت مظلة واحدة وكيان فلسطينى مترابط ونكسر الحصار عن شعبنا الذى من حقه أن يتمتع بحرية كاملة فى الدخول والخروج، وكذلك علينا أن نعيد سويا إعمار ما دمرته الحرب ونضمد جراح أهلنا. الشروق: أخيرا وبعيدا عن ملف الحوار.. ما هى الملابسات الحقيقىة لملف شاليط فى ظل الموقف الإسرائيلى المعلن من أنكم طلبتم اشتراطات جديدة وأنكم سبب إفشال الصفقة برمتها؟ اأبو مرزوق: لا أريد أن أقول إنه لم يكن هناك تقدم فى الفترة الماضية عبر الوساطة المصرية، نعم كان هناك تقدم حقيقى، لكن هذا التقدم لم يكن كافيا لإبرام صفقة، وما فعله إيهود ألمرت رئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته. بأن يبرز بعض الأخوة السجناء للإعلام كنوعية للذين رفضوا خروجهم مذكرا المجتمع الإسرائيلى بما فعلوه ما هو إلا تبرير لفشله ولعدم قدرته على التوصل لإتمام الصفقة، وأعتقد أن العدد المطلوب لإخراجه من السجون وهو 450 كان محل توافق طوال سنة ونصف السنة مع مصر. وأعتقد أنه كان يجب عليه أن يعطى الصفقة استحقاقها الكامل وألا يتهرب بدعاية رخيصة، ونحن مستعدون لاستمرار الحديث مع الإخوة الوسطاء فى مصر لمحاولة إتمام هذه الصفقة وفى أقصى سرعة، لكى نخرج إخوانا من السجون فنحن لسنا فى نزهة لكى نبقى أشقاءنا فى السجون وبعضهم أمضى 32 سنة وبعضهم 25 سنة.