أكد المشاركون فى الورشة الدولية الأولى فى العلوم النووية وتطبيقاتها السلمية التى عقدت بكلية العلوم جامعة القاهرة، وانتهت جلساتها أمس الخميس بمشاركة خبراء من إيطاليا وفرنسا والهند ضرورة الاهتمام بالتعليم والتدريب فى المجالات النووية بداية من الطلاب مرورا بالباحثين انتهاء بالمهنيين لمسايرة احتياجات مصر فى الطاقة النووية ومدى استجابة الجامعات للتحدى المتمثل فى تشغيل أول محطة للطاقة النووية بحلول عام 2030. وبدت نسبة الحضور قليلة جدا حيث لم تتعد الخمسين باحثا وطالبا وهو ما برره د.حسام كامل رئيس جامعة القاهرة بأن هذه الورشة عقدت للمتخصصين فى العلوم النووية فقط وقال: «أعدادهم أصلا قليلة فماذا نفعل هل نطلب مشاركة مثلا الباحثين من كليات العلوم بأقسام الحيوان ؟». وظهرت فى مناقشات ومداخلات الحضور بعض المشكلات التى تخص أقسام الطاقة والفيزياء النووية بكليات العلوم والهندسة بالجامعات المصرية تضمنت عدم توافر التدريب وفرص العمل بعد التخرج فى نفس التخصص وهو ما عبر عنه د. محمد ناجى رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية سابقا بتوجيه سؤال مباشر للدكتور جوزيف سافى رئيس شبكة التعليم النووى الأوربية ENEN حول ما اذا كانت الشبكة تريد أن تسهم فى توفير فرص عمل للخريجين المصريين بأقسام العلوم النووية. وأكد ناجى أن كل عام يتخرج فيه من قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية ما بين 25 و30 طالبا لا يعمل منهم سوى 10 طلاب فقط وسأل سافى قائلا: «كثير من خريجى أقسام الطاقة النووية فى مصر بلا عمل، هل من الممكن أن نعقد اتفاقية تعاون بين الشبكة وجامعة الإسكندرية لتدريب الطلبة والخريجين للعمل لديكم». فرد عليه سافى: «بالتأكيد لأن لدينا عجزا فى العمالة فى هذا التخصص ويسعدنا أن نوفر مكانا للطلبة والخريجين المصريين فى المنظمة». وأضاف سافى أن منظمة ENEN تهدف إلى تشجيع وتعزيز العلاقة بين الجامعات والمؤسسات البحثية، والهيئات التنظيمية، والصناعة وغيرها من المنظمات المعنية فى تطبيق العلوم النووية والإشعاع عن طريق تيسير مشاركتها الأكاديمية بتوفير التعليم والتدريب المستمر وضمان جودة التعليم والتدريب النووى من أجل الحفاظ على الكفاءة والخبرة اللازمة لاستمرار الاستخدام الآمن للطاقة النووية والإشعاع. وتطبيقات التقنيات النووية فى الزراعة والصناعة والطب، مشيرا أن المنظمة تحرص على زيادة الجاذبية للعمل فى المجالات النووية للطلاب والباحثين والمهنيين. وقدم د. آلان فاليه مدير الأنشطة النووية بمركز البحوث النووية الأوروبى بعض النصائح إلى البرنامج المصرى النووى تتضمن ضرورة الاهتمام بنوعية خاصة جدا من التدريب والتأهيل وأضاف: «أن جودة التعليم النووى تعتبر إحدى أهم القضايا الرئيسية لنجاح البرنامج النووى المصرى». ومن جانبه أكد رئيس جامعة القاهرة أن الورشة تعد تدشينا للوحدة الوليدة التى أنشأتها جامعة القاهرة تحت اسم مركز العلوم النووية وخصصت لها مبنى فى مدينة الشيخ زايد لتهتم بالدراسات النووية وتطبيقاتها السلمية على أن تكون متاحة بعد افتتاحها رسميا لطلبة الدراسات العليا وترأسها د. هدى أبو شادى الأستاذ بكلية العلوم. وفيما يخص العلوم النووية واهتمام الجامعة بها أوضح كامل أن جامعة القاهرة تهدف إلى تحسين نوعية التعليم المقدم فى العلوم النووية واستمرار التعاون العلمى مع منظمة CERN سيرن أو المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية والتعاون فى إطار مشروع السيسامى أوSESAME المركز الدولى لضوء السنكروترون لتطوير الأبحاث فى مجالات مختلفة مثل الطاقة والفيزياء النووية والهندسة والتكنولوجيا علاوة على مجال الصيدلة والأدوية مشددا على أهمية توليد الطاقة بواسطة محطات للطاقة النووية وتحلية المياه وحفظ الأغذية وغيرها من استخدامات الطاقة النووية.