دافع عثمان محمد عثمان، وزير التنمية الاقتصادية، عن الحزمة المالية التى أقرتها الحكومة لمواجهة الأزمة العالمية رافضا ما قاله عدد من المشاركين فى مؤتمر منظمة العمل الدولية أمس حول محدودية تأثير هذه الحزمة على التشغيل وخلق فرص عمل فى مصر. وقد جاء حديث الوزير بعد أن شكك سمير رضوان، عضو مجلس إدارة هيئة الاستثمار، فى الرقم المعلن لعدد الوظائف الجديدة التى تم شغلها خلال عام الأزمة وهى 600 الف وظيفة مشيرا إلى أن كل 1% زيادة فى معدل النمو معناه زيادة فى كثافة التشغيل بمقدار نصف فى المائة وهو ما يعنى أن انخفاض النمو من 7.2% قبل الأزمة إلى 4.3% خلال العام الأخير معناه فقدان 380 ألف فرصة عمل. وأشارت أميرة الحداد، استاذ مساعد الاقتصاد فى جامعة القاهرة، إلى أن عدد الذين تم الاستغناء عنهم فى قطاع المنسوجات وحده خلال الأزمة وصل إلى 74 ألفا وهو ما يزيد عما خسره القطاع خلال العشر سنوات الماضية ككل. وأضافت أن هناك 60 ألف وظيفة تم فقدها فى قطاع المنسوجات خلال العشر سنوات الماضية، فيما يمثل 18% من إجمالى العمالة فى نفس القطاع، بسبب الواردات الأجنبية خاصة المنسوجات. وقالت إن قيمة الواردات كانت تساوى نصف الصادرات فى عام 2000 والآن أصبحت الواردات تعادل ضعف الصادرات. إلى جانب «الإهمال المستمر وعدم إعادة هيكلة شركات القطاع العام التى تركت لسنوات طويلة بدون ضخ أموال هذا أدى بدوره إلى زيادة مشاكل هذا القطاع» تبعا لحداد. وبينما كان المؤتمر يسير راصدا كيف ان الأزمة ساهمت فى تسريح عدد كبير من العمالة فى القطاعات المختلفة جاءت تصريحات عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة على عكس التيار معلنة على أن هناك 20 ألف فرصة عمل فى قطاع المنسوجات تم عرضها من قبل رجال الأعمال فى هذا القطاع دون أن تجد من يشغلها. «يبدو أن العولمة أثرت على الشباب لدينا وجعلهم ينفرون من ثقافة المصنع ويفضلون العمل فى مهن تكنولوجية بدلا من الإقبال على العمل اليدوى، زمان كان ابن العامل والعاملة فى المصنع يحب ثقافة المصنع مثل والديه ولكن الآن أختلفت ثقافة الشباب» تبعا للوزيرة. مشكلة اخرى تواجه العمالة المصرية فى مصانع الغزل والنسيج، تبعا لسيد الشرنوبى ممثل اتحاد الصناعات، هى خطف أصحاب المصانع التركية والصينية العمالة المدربة تحت إغراء الرواتب الأعلى حتى لا يبذلوا أى جهد فى تدريب عمالة جديدة. وطالب وزيرة القوى العاملة بوقف هذه الظاهرة وإجبار اصحاب المصانع الأجنبية على عمليات التدريب محذرا من أن ذلك سوف يدفع الكثيرين إلى الاستعانة بالعمالة من بنجلاديش «وهو ما أصبح منتشرا حاليا فى مصانع النسيج» تبعا لشرنوبى.