يروي كتاب "السياسة الأردنية وتحدي حماس" للباحث والكاتب الأردني محمد أبو رمان تفاصيل العلاقة المتأزمة بين الأردن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال العقدين الماضيين. ويتناول الكتاب الذي صدر مؤخرا في الأردن عن مؤسسة فريدريش آيبرت الألمانية مجمل العلاقة بين الأردن وحماس منذ بداية "الاشتباك العملي" بين الطرفين كما عرف بأسلحة حماس عام 1991 مرورا بمرحلة القطيعة عام 1999 بعد الغعلان عن إغلاق مكاتب الحركة في عمان وحظر نشاطها، واعتقال قادة المكتب السياسي، ثمر خروجهم إلى الدوحة فدمشق وحتى وقتنا الحاضر. ويتناول الكتاب أيضا الحوار الذي لم يدم طويلا بين الطرفين وأسبابه ودوافعه من وجهة نظر المسئولين الأردنيين وقادة حماس الذين شاركوا في الحوار. ويسلط الكتاب الضوء على رؤية النخب السياسية الأردنية للعلاقة مع حماس والتي يطالب بعضها بالانفتاح على حماس في حين يطالب البعض الأخر بالتحفظ في مثل هذه العلاقة. ويدعو الكتاب الذي يتحدث عن "مناطق واسعة غامضة ورمادية" في العلاقة بين الطرفين " الحكومة الأردنية إلى "القيام بحوار استراتيجي واقعي عقلاني مع حركة حماس". ولعل إحدى القضايا الجدلية التي يشير إليها الكتاب ويحللها بصورة معمقة، تتمثل بمدى تأثير حماس ونفوذها في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن. ويعتمد الكتاب على بعض الوثائق ومقابلة مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وبعض قادتها والإخوان ومسئولين أردنيين سابقين وحاليين على صلة وثيقة بالملف. ويؤكد معروف البخيت رئيس الوزراء الردني الأسبق في تقديمه للكتاب: "القيمة الحقيقية للكتاب انه يسد فراغا في البحوث السياسية الجادة لدينا في الردن". أما رئيس مجلس الأعيان الحالي طاهر المصري فيؤكد في تعليقه على الكتاب أن أهمية حماس بالنسبة للأردن "تنبع من أنها حركة جهادية إسلامية فلسطينية أثبتت وجودها على الساحة النضالية والاجتماعية الفلسطينية، وهي تسعى لإثبات وجودها واستمراريتها على الساحة السياسية هناك"، مشيرا إلى أن "هناك مخاوف حقيقية من أنها، وهي تسعى إلى تحقيق ذلك، تعمل على مد جسور لها مع الحركة الإسلامية في الأردن ذات القاعدة الشعبية، بخاصة في الأوساط الفلسطينية". ومن المتوقع أن تصدر النسخة الانكليزية من الكتاب في نهاية يناير المقبل.