احتدمت استعدادات الفرق الأفريقية لخوض مباريات الجولة الأولى من الدور الثالث والحاسم للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، بصورة تؤكد أن أجواء المونديال بالفعل قد بدأت ، وأن الكل – صغيرا وكبيرا – يحلم بالتأهل إلى كأس العالم ، ولو على حساب الكبار والمرشحين التقليديين! ففي زامبيا ، التي تستعد لمواجهة منتخب مصر – بطل أفريقيا – يوم 29 مارس باستاد القاهرة الدولي ضمن المجموعة الثالثة ، شنت قطاعات من الجماهير الزامبية حملة ضخمة من أجل مطالبة الفرنسي إيرفي رينارد المدير الفني لمنتخب زامبيا بضرورة استدعاء اثنين من النجوم المحترفين في ألمانيا إلى صفوف الفريق الذي سيخوض مباراة القاهرة المهمة ، وهذان اللاعبان هما موزيس سيشون وأندرو سينكالا ، وذلك انطلاقا من افتقاد الفريق للاعبين المحترفين القادرين على تقديم خبراتهم في مباراة مهمة كهذه. ونقلت صحيفة "تايمز أوف زامبيا" الزامبية عن بيتر ماكيمبو رئيس رابطة مشجعي منتخب زامبيا المتطوعين المعروفة اختصارا باسم "زافو سوفا" قوله إن مباراة مصر حاسمة وحرجة ، ولذا يجب على رينارد استدعاء كل قواه الضاربة لقيادة الفريق في تلك المباراة. وقالت الصحيفة إن ماكيمبو حث رينارد أيضا على استدعاء اثنين من اللاعبين الزامبيين البارزين المحترفين في أنجولا وهما هاري ميلانزي وداني هانجونيو ، كما أبدى – باسم قطاع كبير من المشجعين – دهشته الكبيرة من قرار رينارد باستبعاد كليفورد مولينجا المحترف في جنوب أفريقيا ، حسبما ورد في القائمة النهائية لمباراة مصر ، والتي أعلنها رينارد الأسبوع الماضي. وقال ماكيمبو إنه على الرغم من أن رينارد يجب أن يحصل على كافة الصلاحيات الفنية ، فإنه يدرك أن المدرب لم يتمكن من مشاهدة جميع اللاعبين الزامبيين المحترفين في الخارج ، وأضاف أنه يجب أن يكون على علم بأبرز اللاعبين الذين كان يتعين عليه ضمهم ولم يشاهدهم ، وذلك تحقيقا للمصلحة العامة قبل هذه الماراة الصعبة. وقال كبير المشجعين إنه من الضروري للغاية أن تحقق زامبيا نتيجة إيجابية في مباراةمصر الأولى من أجل الحصول على ميزة عن باقي فرق المجموعة ، وزيادة فرص التأهل إلى كأس العالم ، للمرة الأولى في تاريخ منتخب زامبيا الملقب ب"شيبولو بولو". وبدا الأمر وكأن جمهور زامبيا هو الذي يختار تشكيلة مباراة مصر ، وليس رينارد ، والذي يتعرض هو أيضا لضغوط أخرى من جانب الدولة والرئيس الزامبي ديفيد باندا من أجل التأهل إلى المونديال. وعلى صعيد آخر ، تدور استعدادات شديدة الجدية في الجانب الجزائري لخوض مباراة رواندا الأولى في كيجالي يوم 28 مارس الحالي في المجموعة نفسها. وفي إطار هذه الاستعدادات ، أكد لاعب خط الوسط الدولي الجزائري كريم زياني المحترف في نادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي أنه كان يتمنى المشاركة في المواجهة الأولى لمنتخب "الخضر" بسبب إيقافه من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" لحصوله على إنذارين من الدور الثاني من التصفيات. ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية عن زياني قوله في حوار لموقع "ألجيريا فوت" إنه كان يأمل في أن يرفع الكاف الإنذارات بداية من الدور الثالث الحاسم من التصفيات ، ولكنه لا مفر أمامه من الاكتفاء بمشاهدة اللقاء المقبل أمام رواندا عبر شاشات التليفزيون. وقال زياني عن هذه المباراة : "بالنظر إلى تركيبة المنتخب الوطني ، أعتقد بأن أشبال (رابح) سعدان (المدير الفني لمنتخب الجزائر) قادرون على العودة بالفوز من كيجالي وتمهيد الطريق للوصول إلى المونديال ، وإضافة إلى ذلك ، فإن البدء بالفوز سيربك منافسينا" ، في إشارة إلى مصر وزامبيا ، ولكنه أوضح أنه ينبغي الآن التركيز فقط على مواجهة رواندا فقط ، وبعدها التفكير في لقائي مصر وزامبيا. وكان زياني قد وصل إلى "فورمة" عالية للغاية خلال الفترة الماضية مع ناديه مارسيليا ، وشاهدناه في مباراة فريقه أمام أياكس أمستردام الهولندي مساء الأربعاء في كأس الاتحاد الأوروبي والتي انتهت بتأهل مارسيليا ، ليكون بذلك زياني مرشحا للقب أفضل نتائج يحققها لاعب عربي في بطولتي الأندية الأوروبية هذا الموسم. وبالانتقال إلى تونس ، فقد اختار البرتغالي أومبيرتو كويلو المدير الفني لمنتخب تونس ثلاثة لاعبين عائدين للتو من الإصابة ضمن تشكيلة الفريق الذي سيواجه منتخب كينيا في أولى مباريات التصفيات نفسها ، وهي المباراة التي ستقام في العاصمة الكينية نيروبي يوم 28 مارس الحالي. واللاعبون الثلاثة المعنيون هم : أيمن المثلوثي حارس مرمى النجم الساحلي وخالد السويسي لاعب الأفريقي ، وعصام جمعة لاعب لانس الفرنسي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية. واعترف كويلو بأنه يغامر باستدعاء اللاعبين الثلاثة رغم عدم اكتمال شفائهم ، ولكنه قال إنه يعول على استعادتهم للياقة البدنية خلال فترة الإعداد التي تسبق المباراة ، وأشار إلى أنه في حالة ظهور أي منهم في حالة غير مرضية بدنيا وفنيا ، فسوف يستدعي على الفور ثلاثة لاعبين بدلا منه. وكانت القائمة التونسية لمباراة كينيا قد شهدت مفاجأة كبيرة باستدعاء الأسعد النعيوي لاعب ديبورتيفو دي لاكورونيا الإسباني الذي يتم استدعاؤه لمنتخب "نسور قرطاج" للمرة الأولى. ومن بين 24 لاعبا تم استدعاؤهم للمنتخب التونسي ، يوجد 18 لاعبا محترفا في أوروبا ، أبرزهم كريم حقي لاعب باير ليفركوزن والمخضرم راضي الجعايدي لاعب برمنجهام سيتي الإنجليزي ، وعلي الزيتوني لاعب أنطاليا سبور التركي ، ومن أبرز اللاعبين المحليين : وسام بن يحيى لاعب الأفريقي ، وجمال عمار لاعب النجم الساحلي وعبد الكريم النفطي لاعب الصفاقسي. وتلعب تونس ضمن المجموعة الثانية من التصفيات إلى جانب كل من كينيا ونيجيريا وموزمبيق.