توقع تقرير النفط الشهرى الصادر عن مجموعة الدول المنتجة والمصدرة للبترول (أوبك) أن ينتهى عام 2009 بتراجع فى الطلب على النفط على أن ينعكس الوضع مع بداية 2010 فى ظل توقعات استمرار التعافى الاقتصادى من الأزمة المالية العالمية فى العام المقبل. واعتبر التقرير أن هذا العام ينتهى على نحو إيجابى بالنسبة لسوق النفط بالرغم من التأثيرات السابقة للركود العالمى، مشيرا إلى أن خروج دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD من الركود فى الربع الثالث من هذا العام والنمو المحقق فى الأسواق الناشئة بمعدلات تفوق التوقعات علاوة على التعافى القوى فى أسواق الأسهم والسلع مع اقتراب العام من نهايته، كانت لهم انعكاسات إيجابية على سوق النفط. وكانت أسعار النفط الخام قد ارتفعت فى نوفمبر الماضى مدعومة بتوقعات تحسن معدلات النمو الاقتصادية العالمية هذا العام وما يتبعه من زيادة الطلب على النفط وانخفاض قيمة العملة الأمريكية، حيث ارتفعت أسعار سلة أوبك ب3.62 دولار للبرميل بنسبة 5% ليصل إلى متوسط 76.29 دولار للبرميل فى نوفمبر. وتبعا لتوقعات النمو الاقتصادى العالمى لعام 2009 بأن ينكمش بنسبة 1.1% بحسب التقرير. ويعتبر التقرير أن عام 2009 كان صعبا بالنسبة للطلب العالمى على النفط، حيث انكمش نمو طلب دول OECD ب1.8 مليون برميل فى اليوم وانخفض معدل نمو طلب الدول خارج المنظمة إلى ما يوازى ثلث معدلات نموها السابقه، ونتيجة لذلك لأنه من المرجح أن ينخفض طلب العالم من النفط بنحو 1.4 مليون برميل فى اليوم بحلول نهاية العام، وذلك مقابل التوقعات السابقة بتحقيق نمو إيجابى 0.9 قدره مليون برميل فى اليوم. أما عن المعروض من النفط للدول خارج مجموعة الأوبك فى عام 2009، فيشير التقرير إلى أن الأزمة المالية العالمية والتطورات السريعة فى أسعار النفط كانت ضمن العوامل الرئيسية، التى أدت إلى سلسلة من التعديلات بالخفض لنمو المعروض من النفط العالمى فى عام 2009 مقارنة بالتقديرات الأولية لتنخفض التقديرات من نمو فى المعروض ب 0.9 مليون برميل إلى 0.5 مليون برميل. ويوضح التقرير أن هذه التعديلات بدأت فى الربع الرابع من عام 2008 عندما كان الوضع العالمى المتأزم يؤثر على الانفاق الرأسمالى، وهو الوضع الذى تغير جزئيا بالزيادة غير المتوقعة فى الإنتاج الروسى من النفط بأكثر من 10 ملايين برميل يوميا. أما عام 2010، فيتوقع التقرير أن يشهد فيه الطلب العالمى للنفط عودة للنمو، فى ظل توقعات بنمو الاقتصاد العالمى بنسبة 2.9%، وأن ينحسر الانكماش فى نمو دول والتنمية إلى 0.13 مليون برميل فى اليوم. ويشير التقرير إلى أن الدول خارج مجموعة OECD ستشارك فى الطلب العالمى فى 2010 ب0.9 مليون برميل فى اليوم، وتمثل الصين والشرق الأوسط تقريبا كل هذه الزيادة. وعن التفاوت فى التوقعات بنمو الطلب العالمى ما بين 0.7 مليون برميل و1.6 مليون برميل فى اليوم،يشير التقرير إلى وجود حالة من عدم التأكد بخصوص توقعات الطلب العالمى على النفط فى 2010. وبالنسبة للعرض فى العام المقبل يذكر التقرير أن المعروض من الدول خارج مجموعة الأوبك سينمو تنمو فى 2010 ب0.3 مليون برميل فى اليوم مدعوما بالنمو المتوقع فى عرض النفط فى دول أمريكا اللاتينية ودول بحر القزوين، فى الوقت الذى ينتظر فيه أن يستمر المعروض النفطى فى المكسيك وبحر الشمال فى الانخفاض فى 2010، بينما هناك بعض من الغموض حول مستقبل المعروض النفطى فى روسيا لأسباب متعددة كالسياسات الروسية الضريبية. ويشير التقرير إلى أنه فيما يتعلق بسوق المنتجات النفطية فى 2010 فسيظل هذا السوق ضعيفا بسبب تراكم المخزون والتعافى البطيء فى طلب القطاع الصناعى، إضافة إلى امكانية أن تستمر معدلات الاستغلال المنخفض للطاقات الإنتاجية فى الانخفاض فى العام المقبل بسبب زيادة الانتاج المتوقع أن يشهدها العمل فى العام المقبل بنحو مليون برميل فى اليوم، وهو الوضع الذى يزيد الضغوط المستقبلية على هوامش ربحية التكرير مما يقود إلى طلب أقل على النفط الخام.