كد الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الاثنين، أن سياسة الانفتاح التي يتبناها العراق على محيطه الإقليمي والدولي تهدف لبناء علاقات متوازنة داعمة لجهود تخفيف التوترات والأزمات. وقال الرئيس صالح، خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بغداد اليوم، إن "العراق المقتدر والمستقل ذات السيادة يُمثل مصلحة مشتركة لكل المنطقة، وعاملاً أساسياً في تعزيز استقرارها ومرتكز لمنظومة عمل تقوم على قضايا الأمن المشترك والاقتصاد وحماية البيئة وفرص التنمية المتبادلة التي تعود بالمصلحة لبلدان كل المنطقة وشعوبها". وأكد أن "بلدان المنطقة تواجه تحديات عدة وينبغي العمل والتنسيق المشترك والتزام الحوار لتجاوز الخلافات والاختلالات التي تكتنفها، والتعاون على إنهاء النزاعات والصراعات ومواجهة التحديات الاقتصادية والصحية القائمة، في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وسيادة الدول. بدوره، نقل الوزير الإيراني تحيات الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الرئيس برهم صالح، وتعازيه بفاجعة حريق مستشفى ابن الخطيب، وتمنياته للشعب العراقي بالأمن والسلام. وجدد الوزير ظريف التزام إيران بدعم استقرار العراق وسيادته والتطلع لتعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين. ووفق بيان للرئاسة العراقية، جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، كما تم التأكيد على أهمية تفعيل الاتفاقات المبرمة في مختلف المجالات. وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، كشف اليوم عن أن العراق بدأ يلعب دورا محوريا في العلاقات الخارجية ويبني علاقات متوازنة مع الجميع على أساس المصالح المشتركة. وقال حسين، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني، إن "المنطقة اليوم هي صاحبة الكلمة لتحقيق الأمن والاستقرار وأن حواراتنا مع إيران وصلت إلى حدود مهمة". ورحب الوزير العراقي بنتائج الحوار الإيراني الأمريكي في فيينا، قائلا "نحن سعداء بالتقدم الذي وصلت إليه المفاوضات". وأضاف أن "علاقاتنا الاقتصادية متطورة وعلينا حل المشاكل التي تواجهها ونعمل على تطويرها"، كاشفا عن أن الاجتماع تطرق إلى العلاقات الخليجية الإيرانية وتم تقييم الدور العراقي في هذا الاتجاه، فضلا عن مستجدات الحوار الأمريكي الإيراني. بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني: "قمنا بمفاوضات جيدة مع وزير الخارجية العراقي، ونحن نرحب بالدور العراقي في المنطقة ونعمل على تعزيز دور العراق في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة". وأضاف الوزير ظريف: "علينا أن نبني علاقاتنا على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، مؤكدا أن "اجتماع اليوم كان جيدا وعلينا إقامة حوار وفق مبدأ الاحترام المتبادل". وقال ظريف إن "العلاقات الإيرانية - العراقية قوية والمنطقة بحاجة إليها، ونتطلع لتطوير العلاقات الاقتصادية". وأشار إلى أنه تم الحديث عن المفاوضات النووية بين إيران ودول أربعة زائد واحد بتواجد أمريكي، قائلا: "نتمنى التزام الإدارة الأمريكية، ونحن مستعدون للإيفاء بالتزاماتنا". وكان الوزير ظريف وصل في وقت سابق اليوم إلى بغداد ليبحث مع المسؤولين العراقيين العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.
