قالت صحيفة التايمز البريطانية إن المهربين الفلسطينيين واثقون من قدرتهم على اختراق الجدار المصرى، الجارى بناؤه تحت الأرض على الحدود مع غزة لمنع حفر الأنفاق وتهريب السلاح، بينما يتشكك الإسرائيليون فى قدرته على وقف التهريب كليا. ونقلت الصحيفة فى عددها الصادر أمس عن فلسطينى يعمل فى حفر الأنفاق إن «معظم أعمال بناء الجدار الحديدى المصرى تتم بالليل وربما على بعد عدة أمتار من الأنفاق». وأشار الرجل الذى عرف نفسه بأبويوسف إلى إمكانية حفر أنفاق على أعماق تتجاوز عمق الجدار المصرى. «إذا أردنا أن نحفر بأعماق أكبر.. سنفعل ذلك.. فهذا عملنا وتلك هى الأرض التى نعرفها جيدا»، على حد تعبيره. وأوضح أبويوسف أن معظم الأنفاق التى تم تدميرها بالقصف الإسرائيلى يمكن إعادة حفرها خلال شهر من الآن. وكشفت «الشروق» أمس عن معلومات استقتها من شهود عيان وخبراء أمنيين معنيين، تؤكد شروع السلطات المصرية فى إنشاء جدار حديدى فى منطقة الشريط الحدودى مع قطاع غزة وأنه تم إنشاء 5 كيلومترات و400 متر من الجدار، الذى لا يبدو ظاهرا للعيان لأنه أنشئ تحت سطح الأرض بعمق يصل إلى 18 مترا، وتم إنشاء 5 كيلو مترات شمال معبر رفح و400 متر جنوب المعبر. ويعمل الجدار الحديدى، كما يطلق عليه الخبراء الأمريكيون الذين يشرفون على تجهيزه، على حماية أجهزة رصد الأنفاق، والمجسات الإلكترونية المزروعة تحت سطح الأرض، من أى عمليات تخريب. وقال مصدر مطلع ل«الشروق» فى تصريح سابق إن الغرض من الجدار ليس «الإسهام فى محاصرة قطاع غزة، ولكن حماية الأراضى المصرية والمصالح المصرية لأننا لا نستطيع أن نسمح بتهريب أسلحة من وإلى مصر كما أننا لا نستطيع أن نسكت على اقتحام الحدود المصرية»، على حد تعبيره. فى المقابل، نقلت التايمز عن مسئولين إسرائيليين قولهم إن الجهود المصرية جاءت قليلة ومتأخرة، بعدما تمكن المسلحون فى قطاع غزة من استعادة مخزونهم من السلاح فى مستوى ما قبل الحرب الإسرائليية على غزة فى 27 ديسمبر 2008. وقال نائب إسرائيلى فى الكنيست وهو عضو فى لجنة الشئون الخارجية والدفاع: «هناك عدة حلول لوقف الأنفاق ومنها ما أوصينا به من حلول بسيطة. هذا الجهد الكبير يعد خطوة جيدة لكننا لسنا متأكدين بعد من نجاحه»، مضيفا أن المراقبة الصارمة والدوريات، التى تجوب المنطقة التى يعمل فيها المهربين تستطيع وقف وصول البضائع إلى الأنفاق. لكن الصحيفة ذكرت من ناحية أخرى أن معظم المهربين استطاعوا التغلب على نقاط التفتيش الموضوعة على الطرق الصحراوية. ونقلت الصحيفة عن أحد المهربين قوله إن هناك نظاما بسيطا من الطرق الخلفية، التى تم إنشاؤها تحت أعين الجنود المصريين. وأوضح المهرب للتايمز أنه استطاع الالتفاف على نقطة تفتيش موضوعة على طريق رئيسى، وذلك باتخاذه طريقا فرعيا بين المنازل الصغيرة على بعد نحو 10 أمتار فقط من نقطة التفتيس ثم عاد مرة أخرى إلى الطريق الرئيسى بعدما تخطى النقطة. وقال الرجل: «بالطبع يستطيعون رؤيتنا. لكن توقيفنا لا يمثل لهم أهمية، فنقاط التفتيش وضعت من أجل أن يراها الإسرائيليون فقط». ومثل أبو يوسف، لا يرى أسامة وهو مهرب آخر فى الجدار الجديد عائقا كبيرا أمام التهريب، حيث قال: المصريون سيجنون أموالا أكثر عبر هذا الجدار.. ونعرف أنهم غير جادين فى ذلك.. وكيف سيبدو الأمر إذا تمكنوا من منعنا وتركوا غزة تواجه مجاعة؟ يرى أسامة أن العامل الوحيد الذى يؤثر على عمله ليس الجدار الجديد ولكن كثرة الأنفاق التى قللت حصته من البضائع المهربة.