شن الكاتب الصحفى البريطانى المتخصص فى شئون الشرق الأوسط روبرت فيسك هجوما حادا على اختيار أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا (علمانى يمينى متطرف)، وزيرا للخارجية فى الحكومة الإسرائيلية المقبلة. ورأى أن ليبرمان سيمر بوقت عصيب حين يزور القاهرة نظرا لتهجمه الشديد على الرئيس المصرى حسنى مبارك. فتحت عنوان : «لماذا يعد أفيجدور ليبرمان أسوأ ما يمكن أن يحدث للشرق الأوسط»، يقول فيسك فى مقالته بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية : «إنه، وبعد أيام من تعبير العرب عن امتعاضهم من نجاح اللوبى الإسرائيلى فى عرقلة تعيين (الرئيس الأمريكى) أوباما (للسفير تشارلز) فريمان فى أرفع منصب أمنى (رئاسة المجلس الوطنى للاستخبارات الأمريكية)، عادوا ليجدوا أنفسهم مضطرين للتعامل مع وزير خارجية جديد فى إسرائيل، وهو الشخص الذى أسهمت تصريحاته العنصرية فى وصول اليمين إلى سدة الحكم فى البلاد». ويضيف: إن «العراقيين جادوا على العالم بشخصية مقيتة وممجوجة مثل الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، والإيرانيين بمحمود أحمدى نجاد، والليبيين بالقذافى، والآن جاء الدور على الإسرائيليين ليخرجوا على العالم بشخصية سياسية جديدة مثل ليبرمان، الذى يتفوق على رئيس الوزراء (الإسرائيلى) الأسبق آرييل شارون فى مواقفه المتطرفة». ولم يجد بدا من وصفه بأنه «أكثر السياسيين فى الشرق الأوسط بغضا». وفى مصر، سيواجه ليبرمان وقتا عصيبا على حد تعبير فيسك ف«الرئيس مبارك قد يكون لين الجانب بالنسبة للأمريكيين، لكن ليبرمان بقوله (فليذهب مبارك إلى الجحيم)، قد جرح مشاعر رجل عرّض نفسه لمخاطر جمة للحفاظ على السلام بين بلاده وإسرائيل». ويضيف فيسك: «لقد غطيت أخبار مذبحة البوسنة أوائل تسعينيات القرن الماضى، وأستطيع أن أحدد لغة ليبرمان: إنها لغة الإعدامات والإغراق والجحيم والطلب بأداء قسم الولاء، وهى أيضا لغة (الجنرال الصربى الهارب راتكو) ميلاديتش و(زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان) كاراديتش و(الرئيس الصربى الراحل سلوبودان) ميلوسيفيتش»، المتهمين بارتكاب جرائم حرب. ويختتم مقاله بالقول: «على السيدة هيلارى (كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية)، وسيدها (أوباما) أن يطالعا الكثير من الكتب عن الحرب فى يوغوسلافيا السابقة إذا ما أرادا فهم مع من سوف يتعامون» كوزير لخارجية إسرائيل. ومن تصريحات ليبرمان المتطرفة ضد مصر، تهديده بقصف السد العالى فى أسوان بقنبلة نووية؛ بغية إغراق الشعب المصرى، وتهجمه على الرئيس المصرى قائلا خلال جلسة للكنيست فى أكتوبر الماضى: «فليذهب مبارك إلى الجحيم» إن لم يزر تل أبيب.