لم تكن تلك هى المرة الأولى التى يشارك فيها وفد من قناة «المنار» اللبنانيه فى فاعليات مهرجان القاهرة للإعلام العربى، الذى اختتم فاعلياته قبل أيام، لكنها المرة الأولى عقب التلاسن الإعلامى بين مصر وحزب الله اللبنانى إثر إلقاء القبض على خلية إرهابية تنتمى للحزب، دخلت بعدها القناة على خط الملاسنة الكلامية باعتبارها لسان حال حزب الله.. «الشروق» التقت عبدالله القصير، مدير قناة «المنار»، وواجهته بالاتهامات التى تطارد محطته. هل شعرت أن «المنار» غير مرغوب بها فى مصر؟ على الإطلاق فقد تلقينا دعوة رسمية للمشاركة فى فاعليات مهرجان الإعلام مؤخرا وسبق وأن أتيت منذ 4 أشهر للمشاركة فى اجتماعات الوزراء العرب الأخيرة بمقر الجامعة العربية خاصة أننى رئيس لجنة التنسيق بين الفضائيات العربية ولم أشعر أبدا أن هناك مشكلة أو قطيعة أو أى شىء غير إيجابى على الإطلاق. كيف هذا وقد تقدم محام بدعوى قضائية لوقف بث قناتكم بتهمة الإساءة لرموز مصر؟ التقيت أنس الفقى وزير الإعلام وتحدثنا فى هذا الموضوع وتعاتبنا وأكدت له أن قناة المنار عندما تتعاطى مع هذه الموضوعات الخلافية العربية تتعاطى بشكل موضوعى وحيادى بعيدا عن الإثارة وكل ما يهدف لصب الزيت على النار وأننا حريصون على التضامن العربى والبحث على المشتركات العربية ونحن نؤمن فى المنار أن القضايا العربية المشتركة هى أهم بكثير من قضايانا المحلية فنحن لم ننته بعد من أعدائنا حتى ننتبه إلى خلافاتنا. ولكنه خلاف يراه البعض يهدد أمن مصر؟ أؤكد أننا لم نسهم فى هذا الموضوع ودورنا كان مقتصرا على نقل خطب سماحة حسن نصر الله الذى نقلته عنا الجزيره وال«نيو. تى. فى» وقنوات أخرى وشرحت للوزير أنس الفقى كيف تعاملنا بمهنية مع هذه القضية فلم نكتف بما يقوله حزب الله وعرضنا ما تقوله مصر وقررنا تناول هذا الموضوع فى حلقة وحيدة شارك فيها مصريون ولبنانيون بخلاف تليفزيونات أخرى لعبت على هذا الموضوع فى عشرات من الحلقات.. هل تدفع قناة المنار ثمن انتمائها لحزب الله؟ لسنا قناة حزبية أو مذهبية وإذا كان هناك ثمن ندفعه فذلك لأننا نعتبر أنفسنا أصحاب رسالة ولنا هدف نسعى لتحقيقه وندفع ثمن مبادئنا فنحن إعلام مقاوم للغزو بكل صورة ونقدم إعلاما بشكل مهنى نجح فى حرب إسرئيل على لبنان أن يلفت نظر المشاهدين الإسرائيليين أنفسهم، وذلك وفقا لبيانات استطلاعات الرأى التى أكدت أن المشاهد الإسرائيلى كان يتابع الأخبار من خلال قناة «المنار» لمصداقيتنا فى عرض الخبر والصورة من أرض الحدث. لكن فى المقابل وصفكم البعض بأنكم قناة إرهابية وتم وقف بث قناتكم فى أكثر من محطة؟ هذا التوصيف كان عام 2003 وقطع بث المنار على الأقمار الأوروبية والأمريكية وتابعنا هذا الموضوع وتبين لنا أن هناك خلفيات سياسيه وراء هذا القرار وأن هناك لوبيات صهيونية فى فرنسا وأمريكا وشرق آسيا لوقف بث المنار وحاولنا الاستعاضة بهذه الأقمار من خلال البث على القمر الصناعى اندوسات فى منطقة شرق آسيا واستراليا وتقوية الموقع الإلكترونى والبث الحى عبر الإنترنت بأربع لغات وحقق الموقع نسبة مشاهدة بلغت 40 مليون زائر، أى حولنا التهديد إلى فرصة وحافز للعطاء. هل تعلم أن هناك اتجاها بين وزراء الإعلام العرب لوقف بث بعض القنوات بسبب إثارتها للفتن وزعزعة الأمن ومنها قناة المنار؟ «المنار» خارج هذا البحث ولا ينطبق عليها هذا الوصف فلسنا قناة مذهبية وأرى أن كثيرا مما يقال على المنار بروباجندا مضللة وأدعو قبل محاسبة قناة المنار إلى مشاهدتها أولا دون أحكام مسبقة وأوهام والأخذ بالكلام الذى يتردد فى الصحف من ناس غير مطلعين ويتحدثون عن قناة لا يشاهدونها فنحن لدينا ما نسميه ضابطه تحريرية فى الأخبار ومهنية وقيم ومبادئ ونمارس رقابة ذاتية صارمة لكل ما يبث، كما أننا حريصون على البعد عن كل ما يسىء إلى رموز الأمة العربية ولسنا قناة إثارة وتصعيد الخلافات. وماذا عن التهمه التى توجه لكم باستمرار بأنكم تروجون للسياسة الإيرانية فى المنطقة وهذا نهج حزب الله؟ هذا كلام ليس دقيقا وسببه الإسرائيليون الذين يستخدمون هذا التوصيف والإثارة بيننا وبين العرب لكننا عرب إلى جانب أن كل ما يقال عن علاقة إيران والعرب كلام لا أساس له ويروجه الصهاينة رغم أن مصلحة العرب فى تحالفهم مع إيران وتركيا وليس مع الأمريكان والصهاينة. وأعود وأكرر أننا نقدم إعلاما بمهنية بموضوعية ولا نتحدث باسم حزب الله وعليه فدورنا يقتصر فى إيضاح الحقائق للناس وتقديم قراءة صحيحة للتاريخ. لماذا تنفى باستمرار علاقة «المنار» بحزب الله رغم أن الحزب هو المالك الحقيقى للقناة؟ أكثر من نصف أسهم القناة يمتلكها أعضاء فى حزب الله وهذه حقيقة ولكن «المنار» لا تأخذ توجهاتها من الحزب وبذلك فهى قناة ليست حزبية ولا تسير وفقا لأجندة الحزب ولكنها قناة إعلامية تتبنى فكرة المقاومة وتدافع عنها. لكن ألا ترى أن قوة القناة مستمدة من ارتباطها بالحزب؟ هى ميزة بكل تأكيد وأنا لا أنكر هذا فأنا أحد قادة حزب الله وهذه العلاقة منحت المنار امتياز نقل خطب سماحة السيد نصر الله وإن كنا لا ننفرد بها فالقنوات كلها تنقل عن هذه الخطب ولكنى حريص على التأكيد على أن دورنا ليس عمل بروباجندا ودعاية لحزب الله ولسنا لسان حاله أو البوق الذى يستخدمه فلنا دور ورسالة واضحه. هل يعنى هذا أنكم تعرضون أخطاء الحزب؟ نعم فأكثر من مرة قمنا بتسليط الضوء على ممارسات تم فيها أخطاء وقمنا بتوضيحها ولم نتلق أى لوم فنحن لسنا مؤسسة تابعة للحزب كما أننا نتعامل على أنه لدينا هامش من الاستقلالية والمهنية. تحدثت عن النسبة الكبرى المالكة للمحطة فماذا عن النسبة المتبقية؟ وفقا لقانون ملكية القنوات فى لبنان والتى يجب أن تكون هناك ملكية، ولذا فهناك مساهمون رجال أعمال وتجار وسياسيون ومسيحيون وسنة ودروز. ولكننا لا نرى أى مسيحى أو درزى على الشاشة أليس كذلك؟ إذا كان الكلام عن الشاشة فهذا صحيح لكن هناك مسيحيين يعملون فى القناة خلف الكاميرا. نحتار فى تصنيف قناة المنار وهل هى قناة دينية أم عامة؟ هى قناة عامة فالبرامج الدينية لا تحتل سوى 7% من مجمل البث وأعتقد أنه ليست هناك قناة فى اى مكان ليس لها توجهاتها وخلفيتها الفكرية ومن هنا فنحن قناة نراعى الأصالة فى مجتمعنا ونبتعد عن كل ما يحول المرأة إلى سلعة أو وسيلة للإثارة كما يفعل غيرنا ومن هنا جاء الانطباع بأننا قناة دينية، لكننا قناة عامة لنا ضوابط ومعايير أخلاقية وإنسانية. أخيرا هل تشعر أن هناك من يحارب قناة المنار فى الدول العربى؟ بعض الحكومات العربية منعت عرض القناة فى الفنادق والقنوات العامة رغم أننا فى الباقة الأولى فى دول المغرب وفلسطين وسوريا ولا أود أن أسمى هذه محاربة ولكن محاولة لإقصائنا ولكننا نعاند ونعتبر أن المشاهد العربى هو صاحب القرار.