شنت وزيرة إسرائيلية مناهضة لتجميد الاستيطان فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، هجوما لاذعا على إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، واصفة إياها ب«المتشددة». فيما صادق وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك على بناء 28 مؤسسة تعليمية ومبنى عاما فى مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة. فخلال اجتماع سياسى فى مدينة بئر السبع مساء أمس الأول، أخذت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ليمور ليفنات، على إدارة أوباما إرغام إسرائيل على الامتثال لتجميد الاستيطان بصورة مؤقتة فى الضفة الغربية. وقالت: «إن وضع إسرائيل معقد، ونحن نتعامل مع حكومة أمريكية متشددة». وأضافت ليفنات، التى تمثل الجناح المتشدد فى حزب الليكود اليمينى الحاكم، إن «هذه الحكومة الأمريكية أرغمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مواجهة معاناة فظيعة، وأن أوباما يذيق نتنياهو الأمرين»، بحسب إذاعة «صوت إسرائيل» أمس. وأوضحت: «اتخذنا قرارا لم تأخذه أى حكومة إسرائيلية فى السابق (تجميد الاستيطان مؤقتا وجزئيا)، ومن دون أدنى مقابل. ولقد واجهت صعوبة فى الموافقة عليه». ومارست إدارة أوباما كثيرا من الضغوط لحمل نتنياهو على التجميد التام للاستيطان، بما فى ذلك فى القدسالشرقية، لإقناع الفلسطينيين باستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ العدوان العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة ما بين السابع والعشرين من ديسمبر والثامن عشر من يناير الماضيين، إلا أن جهود واشنطن لم تثمر. وعلى إثر تصريحات ليفنات، أصدر مكتب نتنياهو بيانا قال فيه إنها لا تعبر عن موقف حكومته، وشكر للرئيس والإدارة الأمريكيين دعمهما لأمن إسرائيل وجهودهما فى عملية السلام بالشرق الأوسط. على صعيد الاستيطان أيضا، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن المؤسسات التعليمية والمبانى العامة التى صادق على بنائها وزير الدفاع من المقرر أن تفتتح فى السنة الدراسية المقبلة. وقال باراك أمس إنه يجب إجراء «حوار منفتح مع قيادة المستوطنين»، لكنه أكد فى الوقت نفسه تصميم الحكومة على تطبيق القرار الذى اتخذته الأربعاء بتجميد البناء فى المستوطنات لمدة عشرة أشهر. ويستثنى هذا التجميد القدسالمحتلة ومشروعات البناء التى تلبى متطلبات ما تصفه إسرائيل النمو الطبيعى، مثل المستشفيات والمدارس. ومع رفض السلطة وكل الفصائل والقوى الفلسطينية لهذا التجميد الجزئى والمؤقت للاستيطان، أمرت الخارجية الإسرائيلية بعثاتها بضرورة تدشين حملة دبلوماسية لكسب دعم دولى لقرار تجميد الأنشطة الاستيطانية وبيان مدى أهميته. وطالبت الخارجية دبلوماسييها بالعمل مع نظرائهم ومع السياسيين ووسائل الإعلام فى البلدان التى يخدمون بها، وفقا لصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس.