شهدت العاصمة الفرنسية باريس أمس الأول اتفاق تسوية شاملة بين الحكومة المصرية ورجل الأعمال المصرى وجيه سياج، لإنهاء النزاعات القائمة بينهما منذ عام 1996 بشأن الأراضى التى كانت الحكومة المصرية قد خصصتها له عام 1989 فى طابا لإقامة مشروع استثمارى، ثم قامت لأسباب مختلفة باستردادها منه وتخصيصها للمنفعة العامة. واتفق الطرفان على نهاية ودية لكل الالتزامات القائمة بينهما والدعاوى المتداولة أمام المحاكم المصرية، والدعوى التحكيمية أمام المركز الدولى لتسوية النزاعات «إكسيد» التى صدر فيها فى شهر يونيو الماضى حكم لصالح وجيه سياج قامت الحكومة بالطعن عليه، ولايزال الطعن منظورا. ويقضى اتفاق التسوية بتنازل وجيه سياج نهائيا عن الحكم الصادر لصالحه ضد مصر، مقابل سداد الحكومة مبلغا يقل بمقدار 60 مليون دولار عن مجموع المبالغ المحكوم بها له كتعويض وفوائد وأتعاب المحاماة، مع إخطار «إكسيد» لوقف جميع الطعون والإجراءات المنظورة أمامه بشأن النزاع. كما يقضى اتفاق التسوية بتنازل وجيه سياج نهائيا عن الدعاوى الفرعية والمطالبات والأحكام المتعلقة بموضوع النزاع ضد الحكومة أمام مجلس الدولة وغيره من جهات التقاضى سواء بمصر أو خارجها. وأدار المفاوضات عن الجانب المصرى د.مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية، وشارك فيها د.أحمد كمال أبوالمجد، المحامى، والمستشار صدقى خلوصى، رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشار أحمد حسان، نائب رئيس مجلس الدولة والمستشار القانونى لهيئة التنمية السياحية. ومن جهته صرح د.مفيد شهاب بأن التسوية قد تمت بعد مفاوضات بدأتها الحكومة قبل صدور حكم مركز التحكيم، ثم تواصلت بعد صدوره لتقفل ملف منازعات استمرت 13 عاما أمام جهات تقاضى مصرية وأجنبية ومركز التحكيم الدولى. وقال إن التسوية خفضت كثيرا المبالغ المحكوم بها ضد الحكومة وفى نفس الوقت راعت حقوق ومصالح طرفى النزاع، وأنها ستفتح صفحة جديدة فى العلاقة بين الحكومة ووجيه سياج، ليواصل نشاطه الاستثمارى السياحى فى مصر. واتصلت «الشروق» بخلوصى حيث كان فى المطار لحظة وصوله، ورفض الإدلاء بتصريحات، لكن مصادر مطلعة على ملف القضية أكدت صحة تفاصيل الاتفاق، وقالت إن التسوية جاءت بعد دراسة مصرية استمرت عدة أشهر، حيث كانت بعض الجهات المصرية ترفض التطرق لمسألة التسوية مبررة ذلك بالحفاظ على سمعة مصر القضائية أمام المحاكم الدولية، وعدم إبراز مصر فى صورة الدولة التى تلجأ للمفاوضات الودية على حساب أحكام القضاء. وفى المقابل أكد رجل الأعمال وجيه سياج ارتياحه لنتائج التسوية، معربا عن تقديره للحكومة المصرية على إنهاء جميع نزاعاته معها بطريقة ودية، مؤكدا أن تضحيته بجزء كبير من المبالغ التى كان محكوما له بها لن تؤثر بأى حال على حرصه على العودة قريبا إلى أرض الوطن لمواصلة جهوده ومشروعاته للتنمية السياحية فى ربوع مصر.