قبل أيام من عيد الأضحى المبارك، عادت أنفاق رفح إلى دائرة الضوء، مع رغبة المواطنين على الجانبين فى «تبادل المنفعة والتجارة». قفزت الأغنام الحية إلى صدارة «بضائع الأنفاق»، ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية مجموعة من الصور التى تظهر نقل الخراف الحية على الأكتاف من الجانب المصرى إلى غزة التى أنهكها الحصار والإغلاق الممزمن لمعبر رفح، وأصبحت تعانى، حسب الوكالة، من «نقص كبير فى الأضاحى الحية». أشرف الحنفى منسق اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بشمال سيناء، قال: إن اللجنة ستبدأ حملة شعبية من أجل فتح معبر رفح أمام البضائع والأشخاص، مشيرا إلى أن المعبر مغلق الآن ومنذ فترة طويلة تماما أمام البضائع ولا يتم فتحه إلا بشكل جزئى لمدة ساعات قليلة لعبور الحجاج، فى حين أن البوابة الوحيدة لعبور البضائع هى الأنفاق. «إغلاق المعبر أمام البضائع والمعونات التى تم تجميعها لصالح الشعب الفلسطينى، أدى إلى انتعاش التهريب عبر الأنفاق ونشوء اقتصاد سرى بالملايين أو ربما بالمليارات عبر الأنفاق، كما أدى إلى اختناقات فى الأسواق المحلية بسيناء إلى الدرجة التى جعلت أهالى سيناء يعيشون نفس أجواء الحصار الذى يعيشه الفلسطينيون». وكانت تقارير قد أشارت أمس الأول إلى ارتفاع أسعار اللحوم فى شمال سيناء بشكل متسارع مع اقتراب عيد الأضحى وتصاعد وتيرة التهريب إلى قطاع غزة عبر أنفاق رفح، مما أدى إلى ارتفاع سعر الكيلو جرام الواحد إلى 44 جنيها للحم البقرى 50 جنيها للضأن. إلا أن الحفنى يؤكد أن الأمر لا يقتصر على اللحوم وحدها ويمتد إلى كل السلع والبضائع، بداية من الأسماك وحتى الأجهزة الكهربائية. الحفنى نفسه كان ضحية لهذا الاختناق، فقبل أيام ومع دخول برد الشتاء حدث عطب فى سخان المياه الكهربائى الخاص به وأراد أن يشترى آخر جديدا، إلا أن سعر السخان سعة 40 لترا وصل إلى 600 جنيه، أى أن الزيادة بلغت الضعف تقريبا، وهو ما اضطره فى النهاية إلى الاكتفاء بشراء سخان قديم. «إنه اقتصاد الأنفاق الأسود الذى تدعمه مافيا التهريب وفساد المسئولين الذين يتقاضون رشاوى فى مقابل التستر عليه»، كما يقول الحفنى الذى يرى فى المقابل أنه لا بديل عن فتح المعبر ليس فقط لمساعدة إخوننا الفلسطينين، وإنما أيضا لأن ذلك شأن من شئون السيادة الوطنية، وحل جذرى للقضاء على اقتصاد الأنفاق الأسود.