وصفت مفوضة الحكومة الألمانية لشئون الاندماج وزيرة الدولة ماريا بومر الحكم الذى أصدرته محكمة دريسدن الألمانية بالسجن مدى الحياة على قاتل الدكتورة مروة الشربينى بأنه «إشارة مهمة إلى الناس فى مصر وفى مناطق أخرى من العالم العربى (مفادها) أن العداء للأجانب والتخويف من الإسلام لا مكان لهما فى بلدنا». وأضافت أن جرائم العنف هذه تلقى فى ألمانيا أشد أنواع العقاب.. كما رحبت حكومة ولاية سكسونيا، التى تقع فيها مدينة دريسدن التى شهدت الجريمة، بالحكم، مجددة إدانتها لكل أشكال العداء للأجانب والمسلمين فى البلاد. من ناحيتها اعتبرت رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت أن حكم السجن المؤبد للقاتل «يحمل إشارات لها تأثير»، مضيفة أن قضاة محكمة دريسدن «أظهروا أن دولة القانون تصدر أقسى الأحكام التى يسمح بها القانون ضد الجرائم المرتكبة على خلفية عنصرية ويمينية متطرفة». وبدوره رحب رئيس الجالية التركية فى ألمانيا كينان كولات بالحكم الصادر فى حق الجانى، لكنه قال إنه افتقد وجود ممثل عن الحكومة فى جلسة إعلان الحكم، خاصة أن ردود الفعل الألمانية الرسمية بعد وقوع الجريمة العنصرية مباشرة «شابها التردد الشديد». وتعليقا على قرار محكمة دريسدن قال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا أيوب أكسل كولر «إننا نفخر بقضائنا المستقل وبالعدالة عندنا» معربا عن أمله فى عدم تكرار ما حدث. وطالب كولر الحكومة باتخاذ ما يتوجب لمواجهة حملة التخويف من الإسلام فى المجتمع، مشددا على أن العنصرية والعداء للأجانب وللإسلام «عار على أمة ذى تاريخ ثقافى مثل الألمان». من جانبها قالت رئيسة المحكمة القاضية بيرجيت فيجاند «إن الكراهية للأجانب تسيل فى عروق المتهم»، مشيرة إلى أنه وضع أداة الجريمة فى حقيبة الظهر عن وعى كامل منه، كما أن «الوحشية المميزة» التى أظهرها خلال قتل مروة الشربينى أمام عين طفلها «زاد من قسوة الحكم». وأضافت أنه أعرب لاحقا عن أسفه «لأنه أساء إلى نفسه وحياته دون أن يظهر أى ندم حقيقى عن فعلته». وأكدت القاضية الألمانية أن هيئة المحكمة «لم تصدر حكم المؤبد تحابيا مع المسلمين أو مجموعة أخرى، وإنما أصدرته تبعا لقانون الجنايات الألمانى، وكان يمكن أن تصدره أيضا فى حق أى متهم آخر يرتكب جريمة مماثلة». وأعربت فى الختام عن تعازيها لعائلة الضحية ولزوجها علوى على عكاز، معربة عن احترامها العميق لما أظهره من هدوء ورزانة خلال جلسات المحاكمة رغم ثقل ما حدث. ومعروف أن ألمانيا من الدول التى ألغت منذ سنوات عديدة ولأسباب إنسانية وأخلاقية حكم الإعدام فيما أبقت على السجن المؤبد الذى لا تقرره المحاكم إلى فى الحالات القصوى.