تقام اليوم مراسم تأبين شهيدة الحجاب مروة الشربينى، أمام بلدية عاصمة ولاية ساكسونيا يحضرها رسميون ألمان ومصريون كما أعلنت منظمات عدة. وكانت مستشارة أنجيلا ميركل قد أعربت للرئيس مبارك عن تعازيها عن الحادث، وقال نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية توماس شتيج إن ميركل أعربت لمبارك خلال لقاء جمعهما أمس الأول على هامش قمة الثمانى بمدينة لاكويلا الإيطالية، عن غضبها إزاء الحادث ونقلت للرئيس المصرى تعازى الشعب الألمانى فى مقتل الشربيني. كما أعرب وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير أيضا عن "حزنه الشخصى العميق" للحادث، وأكد لنظيره المصرى أحمد أبو الغيط فى خطاب أن السلطات الألمانية ستبذل كافة الجهود من أجل الحيلولة دون تكرار مثل هذه الجرائم. واضاف "نعمل على أن يشعر كل شخص فى ألمانيا بالأمان، بغض النظر عن أصله وجنسيته وعقيدته" مشددا على أنه "لا مكان فى ألمانيا لمعاداة الأجانب ورهاب الإسلام". وفى إيران وجهت انتقادات حادة لألمانيا على خلفية الحادث، وتم استدعاء السفير الألمانى فى طهران هيربرت هونسوفيتس إلى مقر وزارة الخارجية الإيرانية وتسليمه مذكرة احتجاج من طهران على هذا "العمل غير الإنساني"، وطالبت إيران بضمان حقوق وأمن جميع الأقليات فى ألمانيا، وبينهم المسلمون، وأشارت إلى أن تلك الواقعة توضح وجود "موجة معادية للاسلام" فى ألمانيا. كما استدعت الخارجية الإيرانية السفير الإيطالى فى طهران كون بلاده ترأس مجموعة الثمانى حاليا وسلم مذكرة احتجاج مماثلة. وزارت ممثلة للحكومة الالمانية أمس زوج المصرية مروة الشربينى واتهمت برلين بعدم الاكتراث بمقتلها الذى كان دافعه العداء للاسلام، كما افاد مراسل فرانس برس. وقالت ماريا بومر مفوضة الاندماج فى الحكومة لدى خروجها من مستشفى درسدن "لا مكان فى المانيا للعنف العنصرى او الديني". وقد زارت المسؤولة الالمانية زوج الضحية علوى على عكاز، الباحث فى الهندسة الوراثية فى معهد ماكس بلانك المرموق والذى طعنه الجانى الكس دبليو وهو المانى من اصل روسى فى الثامنة والعشرين، قبل ان يصاب ايضا برصاصة فى ساقه اطلقها عليه رجل شرطة اعتقد انه القاتل. وقد رافق المسؤولة الالمانية فى هذه الزيارة السفير المصرى فى المانيا السيد رمزى ورئيس اتحاد الجمعيات الالمانية العربية نشأت الفار. من جهة أخرى قال رئيس نيابة مدينة دريسدن الألمانية كريستيان أفيناريوس إنه من المقرر توجيه تهمة القتل العمل لقاتل الدكتورة مروة الشربينى "وعقوبتها السجن المؤبد"، مؤكدا أن القانون الألمانى يطبق بسواسية على المواطنين والأجانب فى نفس الوقت طبقا لدستور جمهورية ألمانيا الاتحادية. وذكر الناطق الرسمى باسم النائب العام لدريسدن أفيناريوس، أنه يجرى الآن التحقيق مع المتهم لمعرفة ما إذا كان هذا العداء بداخله تجاه الأجانب بصفة عامة أم المسلمين بصفة خاصة، مضيفا أن نيابة دريسدن يلزمها عدة شهور للانتهاء من التحقيق وإصدار الحكم النهائي. وحول إمكانية صرف تعويضات مادية لأسرة الضحية، أجاب أفيناريوس قائلا "ينص القانون الألمانى على صرف تعويض لأسرة الضحية، لكن لا يمكن الحصول عليه قبل اغلاق ملف القضية". وأوضح أن المتهم "يقيم فى ألمانيا منذ نهاية عام 2003، وكان يتلقى معظم الوقت معونة حكومية للإعاشة، وأحيانا كان يعمل فى وظائف مؤقتة"، لافتا إلى أنه "لا يوجد لدينا معلومات عن انتمائه لجماعات ذات نشاط سياسى أو دينى أو أى جماعات أخرى". ووصف رئيس النيابة الألمانى الشرطى الذى أطلق النار على زوج الضحية بدلا من مطاردة الجانى، بأنه "أتعس إنسان على وجه الأرض، ففى خضم هذا الموقف الدرامى فى المحكمة كان يرغب فى مساعدة فرد أمن المحكمة الأعزل، وأساء فهم الموقف، واعتقد عن طريق الخطأ أن زوج السيدة مروة هو الذى يقوم بالاعتداء لذلك أصابه فى الركبة لشل حركته، ونقوم حاليا بالتحقيق بدقة بالغة فى توجيه اللوم لهذا الضابط، ولكن ما نستطيع تأكيده الآن أن الحالة الصحية الحرجة للزوج لم يتسبب فيها هذا الطلق الناري.