استبعدت مجلة «التايم» الأمريكية تمرير سيناريو توريث السلطة فى مصر بسهولة رغم «الحضور المتزايد لجمال مبارك نجل الرئيس حسنى مبارك على الساحة السياسية المصرية». وقالت المجلة فى تقرير تحت عنوان «من سيخلف الرئيس مبارك فى حكم مصر؟» إن الرئيس حسنى مبارك الذى يحكم منذ 28 عاما، ويبلغ عمره 81 عاما قد لا يخوض انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2011، وقالت إن أحد أسباب الجدل الدائر فى مصر حاليا حول خليفة الرئيس مبارك يتمثل فى عدم قبول كثير من المصريين لمحاولات مبارك الأب تأمين انتقال الرئاسة إلى نجله البالغ من العمر 45 عاما. وأضافت أنه رغم تعدد سيناريوهات توريث السلطة فى المنطقة العربية حاليا، «فإن الأمر فى مصر لن يكون سهلا ولا يمكن التعامل مع فكرة وصول جمال مبارك إلى الرئاسة باعتباره أمرا مسلما به». واعتبرت المجلة الأمريكية تركيز الأضواء على جمال مبارك خلال المؤتمر العام الماضى للحزب الوطنى «محاولة لدعم موقفه فى انتخابات 2011 إذا ما قرر رئيس مبارك عدم خوضها». وتقول التايم إن الانتخابات لم تلعب أبدا دورا حاسما فى اختيار الرئيس فى مصر طوال الحكم الجمهورى. ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية فى جامعة جورج تاون سامر شحاتة أنه على الرغم من أن كثيرا من المتظاهرين فى الشوارع يهتفون خلال الإضرابات «ما يحكمش» فى إشارة إلى جمال مبارك، فإنه من غير المرجح أن تمثل أحزاب المعارضة تحديا خطيرا للنظام الاستبدادى، الذى يحكم مصر منذ أكثر من نصف قرن، والذى يضع قواعد للانتخابات تضمن منع تغيير النظام. وتعتقد المجلة الأمريكية أن الحزب الحاكم بالتأكيد لن يخاطر بدخول سباق ديمقراطى حقيقى أمام الإخوان المسلمين، لأنهم الطرف الأكثر قدرة على الفوز على الحزب الحاكم فى الانتخابات. وفى حين لا يزال الحديث عن خلافة مبارك يعد تطورا جديدا، فإن «الصحافة المستقلة فى مصر قد دفعت إلى الأضواء عددا من البدائل لخلافة مبارك بخلاف نجله جمال، منهم محمد البرادعى الفائز بجائزة نوبل للسلام و رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ود. أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل الكيمياء، والسيد عمرو موسى الرئيس الحالى لجامعة الدول العربية». وهى أسماء «تدل على أن هناك العديد من الأسماء»، التى يحترمها الشعب المصرى ويحبها ويرغب فى اعتبارها رئيسا للبلد فى المستقبل فى رأى سامر شحاتة. ووفقا لما جاء فى التايم فإن البرادعى يقول إنه قد يخوض الانتخابات إذا ما ضمن أن تكون عادلة، فى حين أن عمرو موسى فى تصريح لجريدة «الشروق» الشهر الماضى قال على استحياء إنه لا يستبعد أن يرشح نفسه. وأعرب د. شحاتة عن عدم تصديقه «أن يغامر عمرو موسى بحياته السياسية وبمستقبله» مما يدل على أن الأمين العام لجامعة الدول العربية قد وضع نفسه فى دور تمثيلى بمسرحية تهدف إلى خدمة عائلة مبارك.